ما نواجهه في وقتنا الحاضر هو تهديد لأمننا الفكري والذي يعد بعداً استراتيجيا لأمننا الوطني ، فالبعد الفكري لأمننا الوطني يهدف إلى المحافظة على الفكر السليم والمعتقدات والقيم والتقاليد الكريمة.
إن ارتباط البعد الفكري بهويتنا الوطنية لضمان الاستقرار القيمي يعد الأساس لأمن الفرد وأمن الوطن والترابط والتواصل الاجتماعي لمواجهة ما يهدد تلك الهوية وتبني الأفكار الهدامة التي تنعكس سلبياتها على مجتمعنا .
شبكات التواصل الاجتماعي من أكبر مغريات الشباب، وأكثرها خطورة عليهم، بل وباتت هي القوة المهيمنة على اهتمامات الناس عموماً، والشباب على وجه خاص، ولذلك كان لأصحاب الفكر المنحرف، ولقوى الشر والضلال وجود قوي ومؤثر عبر شبكات الإنترنت، وذلك عندما أدركوا مدى خطورتها البالغة على وعي وفكر شبابنا ذكورًا وإناثًا، مستفيدين من ميزتها في سرعة انتقال المعلومات المشبوهة والمغلوطة، وقوة تأثيرها على العقول والأفكار والمعتقدات.
وبالتالي وجدوا في وسائل التقنية الحديثة كمواقع التواصل الاجتماعي أرضًا خصبة في زرع بذور الفكر المنحرف في عقول شبابنا، والتغرير بهم، وتسميم معتقداتهم الدينية والأخلاقية باحترافية،وجرهم إلى مواطن الفتن ، كما أن عملية الدمج الحاصلة بين التقنية والمعلومات فيما يسمى بالتكنومعلومات من تصوير الأحداث وتوثيقها ومن ثم نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي وهذا ساهم في ظهور ما يعرف بالإعلام البديل.
إن عدم توثيق هذه الأخبار وصعوبة التحقق من مصداقيتها وعلاقة مصدرها قد أسهم في أن تكون هذه الشبكات أداة فاعلة في يد كل من يريد بث ونشر الإشاعات ومن ثم دعم هذه الإشاعات بأدلة مظللة أدى ذلك إلى تصديقها والاعتقاد بصحتها وبناء الأفكار .. التطور الكبير نتج عنه عدة مفاهيم ملحة لابد أن تعطى درجة عالية من الاهتمام، وذلك من خلال التصدي للانحراف الفكري وبالتالي تتلاشى الآثار السلبية على الفرد والمجتمع، مما يجعل تفعيل مبادئ الأمن الفكري ضرورة ملحة باعتباره من أهم الدوافع والأسباب للجنوح للعنف والإرهاب أو الوقاية منه وحاربته ، الأمن الفكري يكمن في تسهيلها عملية الإبحار في المعرفة وفتح المجال للإبداع الفردي والجماعي والمساهمة في السلم الأهلي وتبادل الثقافات بين الأفراد والجماعات.