الأعاصير موعظة أم مبارزة
بقلم /مجدي بكر أبو عيطا
إن الأعاصير والزلازل والرياح الشديدة التى تضرب بعض البلدان وتترك آثارها المدمرة على البشر فتحدث خرابا أو دمارا أو خسارة فى الاقتصاد أو البشر والتى تجعل الإنسان عاجزا فى مواجهتها وتشل حركة الكون فى تلك المواجهة العنيفة بين الإنسان والبيئة فيقف الإنسان عاجزا أمامها لتكشف حقيقته الكونية أنه لايستطيع مواجهة الكوارث الكونية والقدرية مهما كانت قدرته القوية على الانقاذ أو المواجهة فيدفع جل ثروته ويقدمهها عاجزا لهذا الدمار والخراب وهنا يجب أن يقف الإنسان أمامها متعظا بأن للكون عظيم يقدر عليه مهما كان هذا الإنسان فرد أوأمة من الناس فلايفرط فى معاملة أخيه الإنسان ولايقسو فى السيطرة الكونية عليه ولايسخر العالم لقدرته فقط ولايفرط فى القوة فهناك الأقوى والأعظم قوة وقدرة وهنا يجب أن تعيد الأمم المتغلبة والمتحكمة فى الكون أنه هناك إله عظيم يستطيع إعادة الأمور إلى نصابها عندما تظن تلك الأمم قدرتها على تسيير العالم وفق إرادتها فالأمور يدعو للموعظة والوقوف طويلا فالعالم الإنسانى محتاج إلى تريث وإعادة نظر فى المعاملة وإعلاء صوت الحكمة وتهدئة الصراع البشري القاتل المدمر الذي حول الدنيا لكوارث وصراعات من أجل استعلاء بعض القوى المتغلبة والتى تريد أن تتحكم فى الضعفاء أو الأمم الأقل قدرة فى المواجهة ولذا لما تطغى تلك الأمم وتبيد وتدمر وتفرض سيطرتها بالقوة وشتى أنواع القتل أو التدمير يحدث ذلك كراهية وشقاق ويعجز كثير من البشر على تلك المواجة مما يجعلهم يلجأون إلى الارضاء وتقديم المطلوب منهم لتفادى وتجنب الخطر الداهم ولأنهم لايستطيعون المواجهة ولا المبارزة وهنا تتدخل القدرة الإلهية وعنايتها بالقدرة فيحدث في العالم أمور تجعل الإنسان يقف مبهوتا مهما كانت قوته ويعود لنفسه وربما ينتج عن ذلك هزة تحدث إيمان بالله العظيم ويدرك ذلك جيدا المؤمنين فى الكون وخاصة المؤمنين من أهل الكتب السماوية فهم يرجعون دائما أن قدرة اله لاتغيب عن الكون فقد تكون الكوارث البيئية رسول للإنسان للموعظة والبعض يتخذها تشفيا وانتقاما من القوى الذي أحدث ضررا وكأن قوة أكبر تمكنت من قوة أقل ولكن القدر يصيب العالم كله وليس بعيد ما يصيب هذا اليوم يصيب ذلك غدا فيجب أن ترتقي الثقافات البشرية وأن الحقيقة التى يجب أن تكون هى أنها قدرة الله فى كون لاتستطيع المبارزة اماها قوة البشر فتكشف حقيقتهم ربما يسطو بعضهم على بعض ولكن أمام القوة الأعظم يعجز الإنسان بل يجب أن يتعظ وأن من يريدون أن يحدثوا خرابا فى العالم أن يعودوا لحقيقتهم أنهم بشر ويرعوا البشر وينشروا السلام والتواصل الإنسان ويجنبوا العالم الصراع والخراب ويسعوا بعد تلك الكوارث إلى التعاون وإعادة وضع المواثيق المنظمة لعلاقة البشر ببعضهم البعض وأنهم أصل لأب واحد يحتاج بعضهم لبعض وأن الله جعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا فليتعظ الجميع وينشروا المحبة والسلام والأخوة وكل مايدعو لخير البشرية قاطبة
فعلى دعاة الخير والسلام والإيمان نشر تلك الثقافات التى تحيي فى الإنسان المواعظ والأفكار التى تبنى الحب والاحترام وتعيد القيم الإنسانية وتقوى الصلات بين الشعوب ليتعاونوا ويتحدوا على مواجهة الشر في العالم ونشر الخير وتعيش الدنيا فى السلام والايمان والمحبة والأمان