مصطفى السبع
عندما تجد شعبا يثور بدون ثقافة فأعلم أن الثورة فاشلة ونتيجتها تسبب اضرارا وسلبيات وليست ايجابيات فمن يقرأ بدون فهم فلن ينجح ومن أفتى دون علم فقد أظلم ومن عاش على الفتنه وعاش على الفوضى قد مات قهرا وغيظا وحقدا .
موضوع مهم وشيق للغاية وسنبدأه بقصة من نسج خيال الكاتب ولكنها تعيش الواقع.
كان ياماكان ومن زمان أوى وسنيين كتيره بعيدة جدا كان هناك قبيلة تعيش وسط الأدغال ولكنها محاطه بسور كبير عليه حراس يأمنون مداخل القبيلة من كل إتجاه ضد الأدغال التى تراقب القبيلة وتنتظر اقتحامها فى أى وقت حتى تنول طموحاتها نحو السيطرة والامتلاك على القبيلة كان كبير هذه القبيلة رجلا مثقفا يعلم تاريخ قبيلته جيدا وتاريخ كل القبائل الأخرى ويعلم ايضا شبح الادغال وخطورتهم عليه وعلى قبيلته فكان يستخدم سياسته وذكاءة بالتقرب من القبائل الأخرى حتى يأمن حياته وحياة قبيلته المستقبيلة بالتماسك والترابط بينه وبين القبائل الاخرى فبدأت العلاقات تزداد قوة وبدأ الترابط يجمع بينهم فى كل الأمور كانت القبائل الأخرى تتفوق عنه فى الإمكانيات ولكن بزكاءة كان هو له الرأى والكلمة العليا وبدأ يرأس كل الاجتماعات واللقاءات التى تجمع بينهم سويا لمناقشة أمورهم والتعمق فى العلاقات التجارية المشتركة بينهم على ان يتحدوا جميعا تحت راية واحده ضد الأدغال .
مرت سنيين واعوام وحروبا تحدث وينتصروا فيها حتى اعادوا كل اراضيهم التى كانت تحت قبضة الادغال ومع مرور الوقت بدأت الادغال تنسحب من ساحة القتال وتفكر فى حروب اخرى من نوعا آخر حتى يتم التفرقة بين هذه القبائل بعضهم البعض ويصبحون ضعفاء حتى يكونوا صيدا سهلا للادغال .
بدأت حرب الادغال عندما بدأو يطورون انفسهم فى التكنولوجيا الحديثة وبدأوا يتسللوا داخل القبائل ولكن بعيدا عن الكبار انما استغلوا الشباب وبدأو يشغلونهم بالتكنولوجيا الحديثة حتى سيطروا على عقولهم وبدأو فى انتشار الوهم عبر هذه الطرق التى جذبت الشباب بطريقة سريعة جدا ورهيبة بدأت كالعبة تسيطر على عقولهم وتنسيهم مبادئهم وثقافتهم فأصبحت ثقافتهم تنحصر فى لعبة داخل جهاز صغير محدود فشباب هذه القبائل اقتنع تماما ان هذه الالعاب هى التكنولوجيا الحديثه التى افتقدها الكبار وبدأوا ينشغلون بها من ناحيتهم ومن ناحية اخرى بدأو الادغال فى تخطيط وتدبير الخطة التى سيدخلون بها هذه القبائل عن طريق شباب مستهتر انبهر بالعاب التكنولوجيا وظهرت ايجابياتهم السريعة لها وأصبحوا فريسة لهم حينها بدأت الادغال اوهامها فى الحياة وبدأت فى التنويم المغناطيسي للشباب حتى وصل بهم الامر لشل حركة الفهم والفكر وبدأو ينتظرون كل ماهو جديد من خلال تكنولوجيا الادغال التى بدأت اولى خطواتها نحو تدمير الشباب والتى وصل بهم الأمر الى ان الحرية والديموقراطية هى اولا تصب فى فرض رأيهم على الكبير حتى ولو كان على خطأ ومن هنا بدأت الفجوة تزيد بين الكبير والصغير حتى قل الاحترام فبدأت المشاكل تتزايد لا الشباب فاهم الكبير ولا الكبير قادر يسيطر على الشباب وعندما فاض بالكبير الكيل بدأ فى محاسبة الصغير ومن هنا ظهر دور الادغال وبدا عن طريق تكنولوجيته يشعل الفتنه بينهم للتأثير على الشباب حتى يرفض طاعة الكبير وبدأت الازمه تتزايد الى ان بدأت الادغال فى اشعال الفتنه بين الشباب وكبار القبائل بل بدأو فى تجنيدهم عن طريق احلام وهميه قد عرضوها على الشباب حتى يسيطرون عليهم من كل جانب وبدأت الكارثة عندما فرقت بين الشباب وكبراء القبيلة وبدأت الشباب تستغل الطعم الخاص بالادغال لهم حتى يصلوا الى هدفهم من جه وهدف الادغال من جه اخرى حتى اهتزت القبائل وبدأت درجات الامان تقل فى القبائل حتى ظهرت اول شعلة يثور بها الشباب على قبيلتهم الامر الذى اصاب اكثر من قبيلة اخرى بنفس هذه الاحداث حتى تنشغل كل قبيلة بزاتها ويقل الارتباط والتماسك بين القبائل وتضعف جبهتم امام الادغال فبدأت الثورة بين الشباب والكبار وبدأت الامن يتزحزح ويترك مكانه حتى يقف امام الشباب للمحافظة على منشآت قبيلته وبدأت المعركة داخل القبيلة وفى تلك الاحداث قد اصبحت الاسوار بدون حراسة فدخلت الادغال وتمكنت من القبيلة وبعدما كان هدفهم الحصول على القبيلة بدأت فى التخلص من جميع الشباب الذين ساعدوهم بجهلهم وعدم ثقافتهم للدخول والاستيلاء على القبيلة خوفا من ان يجندهم امثالهم مرة أخرى .
فأصبح حال شباب القبيلة من اسوأ الى أسوأ وندموا على ما فعلوه من خيانه لقبيلتهم والامتثال لعدوهم حتى اصبحوا فريسة لهم ومقيدين بكل الجنازير التى تمنع حريتهم ففقدوا مستقبلهم وفقدوا قبيلتهم وصاروا فى الحياة دون هدف وتحت سيطرة الاستعمار الذى كان سببا فيه وبسبب طمع الشباب وجهلهم والفرار وراء الاوهام .
وأصبح حال لسانهم يتسائل أين نحن واين قبيلتنا واين ايام ما كانت الحياة كلها هدوءا وأمانا اين كبرائنا الذين تطاولنا عليهم وسلمنا رقابهم الى العدو الذى يعرف بالادغال حتى تمكنو منا .
وبدأو يبحثون ويتسائلون من الذى ينقذنا من هذا الدمار حتى يرجع بنا الى الوراء واصبح حديثهم دائما (ولا يوم من يوم كبرائنا الذى وقفنامع العدو ضدهم) .
هذه القصة مصحوبة من الواقع فهى.
تمثل العرب اولا ثم مصر ثانيا فبدأت بدخول الغرب حروبا نفسيا عن طريق وسائل التكنولوجيا التى اخترقت افكار الشباب وتحكمت فيهم وعايشتهم الوهم حتى اصبح هناك شرخا كبيرا بين الشباب والحكومة بين الصغار والكبار حتى وصل بهم الامر لخلق عداء بينهم وبين حكومتهم أدت الى فوضى ووانقسامات دمرت الاوطان فانظروا الى تونس ثم ليبيا ثم مصر ثم اليمن ثم العراق ثم سوريا ثم الاحداث الاخير وهى الازمة التى حدثت بين قطر ومصر الامارات والسعودية فكل هذا تخطيط صهيونى اولا لانقسام العرب ووضعهم تحت قيادتهم ومصر لان مصر هى الام لكل الدول العربية وهى نقطة الوصول الى الوطن العربى كله فهذا ما يتمناه الغرب او العدو او الادغال .