بقلم هشام صلاح
القرآن الكريم كتاب الله المعجز وما أروع ما قيل فى وصفه
“كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا أصحهما على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم
نعود للحديث كنت أطالع كتاب الله فاستوقفتنى هذه الآية الكريمة يقول الله تعالى :
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14)”
وعلى الفور تبادرت إلى الذهن تساؤلات عدة أجملها فى
- كيف يكون الأزواج والأولاد عدو ؟
- ترى كيف نفهم الآية الكريمة الفهم الصحيح ؟
- وكيف تكون عداوتهم ؟
هنا وجدتنى أهرول إلى كتب التفاسير التمس فيها فهم العلماء فى شرح هذه الآية الكريمة فاجتهدت حتى استخلصت بعض تفسيراتهم للاية الكريمة والتى يمكن اجمالها فى
يقول تعالى مخبرا عن الأزواج والأولاد : إن منهم من هو عدو الزوج والوالد ،
والمعنى : أنه الانسان يلتهى بهم عن العمل الصالح ، كقوله :
( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ) [ . : 9 ] ; ولهذا قال ها هنا : ( فاحذروهم )
قال ابن زيد : يعني على دينكم .
فالولد يكون عدوا لأبيه، والزوجة تكون عدوة لزوجها إذا تسببا في صرف الرجل عن طاعة الله أو إيقاعه في معصية الله، وهذا أمر معلوم مشاهد، فكثير من الآباء يقصرون في البذل والإحسان بسبب أبنائهم، ومنهم من يدخل بيته المنكرات استجابة لرغبة أهله وأولاده، ولهذا كان على المسلم أن يحذر حتى يسلم.
وقال مجاهد : ( إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم ) قال :
” يحمل الرجل على قطيعة الرحم أو معصية ربه ، فلا يستطيع الرجل مع حبه إلا أن يطيعه “
عن ابن عباس – وسأله رجل عن هذه الآية :
( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) – قال :
” فهؤلاء رجال أسلموا من مكة فأرادوا أن يأتوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم ، فلما أتوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رأوا الناس قد فقهوا في الدين ، فهموا أن يعاقبوهم ، فأنزل الله هذه الآية : ( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم )
نخلص إلى أن والمراد بهذه العداوة – والله تعالى أعلم بمراده –
أن الإنسان يلتهي بهم عن العمل الصالح، أو يحملونه على قطيعة الرحم، أو الوقوع في المعصية، فيستجيب لهم بدافع المحبة لهم.