د. هالة الجبالي
استراتيجية الدقيقة الواحدة هي طريقة قديمة وتقليدية لتحسين أسلوب المحاضرة التي غلب عليها الطابع التقليدي المعروف ، وهي تمثل مرجع يحدد به المعلم مدى تقدم الطلبة في العملية التعليمية .
ما هي استراتيجية الدقيقة الواحدة
استراتيجية الدقيقة الواحدة هي استراتيجيات التعلم التي تربط بين طرق التعليم في الماضي والحاضر ، وهي مستخدمة لتحديث شكل المحاضرة ، وهي أيضا تقييم المعلم لطلبته ، ومدى تقدمهم في المرحلة التعليمية ، ويمكن تطبيقها في أول ، أو منتصف ، أو في نهاية الدرس ، وهي تقرير وليس إجراء ، فهي استراتيجية مؤثرة للغاية باعتبارها وسيلة للتقييم من خلال الكتابة ، فالطلاب يجيبون على أسئلة يطرحها معلمهم بخصوص المواد التي يتعلمونها في الفصل .
وخطوات تطبيقها هي من خلال تقسيم الطلبة لثنائيات أو مجموعة قليلة العدد ، وبعد مرور 15 دقيقة من شرح الدرس يسأل المدرس الطلبة أسئلة يجيبون عليها كتابيا على ورقة أو على السبورة ، ولا يشترط المعلم كتابة الأسماء في الورق ، طريقة التعليم هذه تسمى ورقة الدقيقة الواحدة ، ويتم قياسها أحيانا بساعة رملية ، وحينها يترك المدرس الطلاب مدة دقيقة واحدة لحل السؤال ، ثم يوضح المدرس إجابات الطلبة ويستخدم عبارات التأكيد ، والطلاب في العادة يتفاعلون بصوت مسموع منظم تجنبا لأي فوضى .
اهداف استراتيجية الدقيقة الواحدة
تهدف الاستراتيجية لترسيخ محتوى الدرس ومكوناته من معلومات وفهمه في الوقت المخصص للحصة ، وذلك عندما يطلب المعلم من الطلبة تسجيل أهم نقاط الدرس التي شرحها المدرس منذ قليل ، كما تهدف هذه الاستراتيجية للتركيز في الموضوع الذي بنى عليه الدرس ، وربط ما تم شرحه منذ قليل في الحصة بما تم شرحه من دروس سابقة في أيام سابقة ، وتحديد ما يحتاج لتعلمه الطلاب من خلال الإجابات الخاصة بهم .
كما أن هذه الطريقة تدخل الطلبة في داخل العملية التعليمية من أساسها ، وتبين للمدرس كيف يفكر الطلبة ، وهذه الطريقة أيضا تنمي جميع المهارات لدى الطلبة في كافة نواحي الحياة ، وتعود الطلاب الالتزام جيدا بالوقت واحترامه ، وتزرع في الطلاب صفات اجتماعية مثل الصبر ، التعاون ، تقبل رأي الآخرين ، وتجعل الطلبة أسرع في الإنجاز وتكسبهم كذلك القدرة الحادة على التحليل والتفسير والمقارنة .
وأهميتها للمدرس تتمثل في تقديم مرجعية للمدرس في وقت الدرس ، تبين وتحدد مدى تقدم الطلبة في الدراسة و مقدار فهم الطلبة للدرس بكافة نقاطه ، أما عن جدول التعلم فهو جدول مقسم يربط خلاله الطلبة بين ما يعرفونه في الماضي والحاضر والمستقبل ، وجدول التعلم جدول به ثلاث أعمدة ، أحدهم يكتب فيه ماذا عرف الطلبة ، وهو يمثل المعرفة السابقة من دروس سابقة ، وماذا يرغب الطلبة في معرفته ويمثل المستقبل ، والعامود الأخير يلخص ماذا تعلم الطلبة في نهاية الدرس .
وجدول التعلم وسيلة من وسائل التعلم استخدمت منذ أكثر من 30 عام تقريبا لمعرفة المعلومات السابقة التي يعرفها الطالب قبل الدرس وليس الدروس السابقة فحسب ، أي أنها تشمل معلومات السابقة لطلاب ، أي أنها تجميع للمعلومات السابقة للطالب وكل ما يفكر به بما يخص موضوع الدرس ، وبهذا يتفتح عقل الطالب لاستقبال أي معلومة جديدة على صلة بموضوع الدرس ، وبهذا تسري الرغبة والفضول في نفس الطالب ويصبح عازما على التعلم .
ويتضمن جدول التعلم 3 مراحل أساسية هي : التهيئة لشرح الدرس ، حيث يكتب الطلبة في العامود الأول ، شرح الدرس ويتم خلاله الكتابة في العامود الثاني ، وبعد هذا يتم كتابة العامود الثالث والتقييم بعد الانتهاء من شرح الدرس مع ربط الدرس الماضي بالدرس الذي تم شرحه منذ دقائق من خلال مناقشة الطلاب لتصحيح المعلومات الخاطئة .
ايجابيات استراتيجية الدقيقة الواحدة
تتمثل الإيجابيات في ما يلي :
ترسيخ رغبة التعلم عند الطلبة .
ترسيخ مهارات التعاون والنقاش والربط والتحليل لدى الطلاب .
تمكين المدرس من توفير بيئة للتعليم تتسم بالاتزان والثقة .
تمكين المدرس من تحديد الخاطئ من المعلومات في ما فهمه الطلاب وتصحيحه .
إمكانية استخدام هذه الطريقة في كافة مستويات التعليم .
تتيح للطلبة بتقييم مدى تقدمهم في التعليم من خلال كتابة تقارير ذاتية .
سلبيات استراتيجية الدقيقة الواحدة
على الرغم من كثرة الإيجابيات إلا أنه يوجد بها سليبات تتمثل فيما يلي :
إضاعة وقت الحصة من المعلم بسبب كثرة أسئلة الطلبة التي قد تكون بعض الأحيان خارج سياق الدرس كليا .
ضيق مدة الحصة يمنع المدرس في بعض الأحيان تطبيق هذه
الطريقه…