احمد تؤامى كان دائم الاتصال ويوم وفاته لم اسمع صوته فاصابنى الرعب
رغم الحزن الشديد ووسط اول ايام عزاء الشهيد محمود كمال الدين عبد الحكم تحدث الينا اشقاء محمود عن اخيهم الذى فقدوه وكان محمد الشقيق الاكبر للشهيد
انا لم اصدق حتى الان انى لن ارى محمود وبعد غربه فى السعوديه وكنت دائم الاتصال عليه وصلت صباح اليوم الى مطار سوهاج وانا منتظر اطمئن عليه لم يخبرونى بوفاته
بل اكدو لى انه مصاب انا جاى الى هنا لاخى المصاب فوجئت مساء يوم الجمعه على الفيس بصورة لمحمود انه ضمن افراد حادث سيناء ولما اتصلت على ابويا قال لى مافيش
حاجه يامحمد اخوك محمود مصاب وفجاة وانا فى سكنى بالسعوديه وجدت اللى معايا بياخدو منى التليفونات وقالو لى اخوك مصاب واحنا هنحجز لك انزل شوفه وبالفعل حجزو
لى ووصلت الى مطار سوهاج صباح اليوم السبت على اساس محمود مصاب ووجدت ابويا فى انتظارى وعلمت انه لاينتظرنى انا وحدى ولكن كمان ينتظر طياره اخرى قادم فيها جثمان
محمود لم اتصور انى وصلت علشان اشوف اصابته افوجئ انى هابقى فى فى انتظاره وهو فى صندوق ملفوف فى علم مصر اخويا شهيد جوايا كلام كثير ولكن مش عارف اتكلم لسانى
عاجز الان على الحديث سنتين غربه بعد ان اخذت الدبلوم وقضيت الجيش بتاعى فى الصاعقه فى خدمة وطنى وارجع علشان ادفن اخويا اللى كان فى اخر مكالماته يقول لى يامحمد
انا فى انتظارك نرتب مع بعض الاعداد لفرحى كنا نحكى هنعمل ايه فى الفرح وهنعزم مين وازاى انه هو واحمد اخويا تؤامه يقولو لى يلا نفرح ابوك يامخمد ونعمل فرح كبير كان يحكى لى
انه مشتاق لى اخويا محمود كان انسان طيب ويحب الناس ومكافح ربنا يصبرنا على فراقه ويصبر امى انسان غالى على جدا ولكن ارادة ربنا قال ذلك ودموعه فى عيونه متحجرة وفى حالة
من الذهول غير مصدق انه وصل الى بلده ليتلقى عزاء محمود معظم من كان يريدهم معازيم فرحى هم من جاءو لاجل لكى يقدمو لى العزاء فيه
ومن جهه اخرى كان احمد كمال الدين عبد الحكم تؤام محمود الذى ولد معه فى نفس اليوم احمد مجند فى الداخليه فى اسوان نحن ولدنا فى يوم واحد ودخلنا التجنيد فى نفس اليوم فى شهر
ابريل الماضى يعنى لنا حوالى 6 شهور فقط دخلنا الجيش انا دخلت الداخليه ورحت اسوان وهو راح سيناء كنا دائمين الاتصال ببعض وكان اخر مرة كلمنى قال لى انه نازل اجازة يوم الاحد القادم
وكانت اخر مكالمه بنا يوم الخميس وكان يقول لى انه بيداوم اربع ساعات فى وحدته وانى انا باداوم 12 ساعه ولما كنا نتحدث عن ذلك يقول لى ياريت يا احمد انى اكون معاك واعمل 12 ساعه
فى الخدمه وان الاربع ساعات فى سيناء اصعب من ال12 ساعه عندك احنا بننتظر الموت دائما وان الحوادث السابقه للارهاب فى سيناء تطاردنا فى كل لحظه نتحرك فيها فى سيناء الغريبه انه يوم الجمعه
لما اتاخر عنى فى الاتصال ولم يكلمنى قلقت ورودانى احساس بانه فى حاجه حصلت له وفجاة لقيت زملائى يبلغونى باستشهاد محمود فلبى انقبض ثم استدعانى قائد الكتيبه وابلغنى بان انزل اربع ايام
لحضور جنازة اخى وبالفعل وصلت الساعه 5 صباح اليوم ووج ت الجميع فى القريه مع والدى ينتظرون الصباح للذهاب الى المطار لاستقبال جثمانه وكمان عرفنا ان محمد قادم الى السعوديه وسبحان الله
تاخرت الطائره ليصل محمد الى المطار قبل محمود ليكون معنا فى استقبال جثمان اخى فى مطار سوهاج وبالفعل دفنا محمود والان نحن معك وربنا يصبرنا ويصبر ابويا وامى محمود تؤامى وكنا مرتبطين جدا
ببعض ولما دخل القبر انا حاسس ان روحى دخلت معاه انا حاسس انى الان جسد بلاروح وانا فاقد جزء هام نصى التانى دخل لقبره خلاص موش هشوفه تانى انا فاق اغلى شئ عندى وفى حياتى ربنا يرحمك
اخى الغالى وتؤام روحى ربنا يصبرنا على فراقه.