إكمالا لموضوع السادية الذى بدأناه أمس 3-2-2020، إلى حضراتكم الجزء الثانى منه …
●● وهل هناك علاقة بين السادية والجنس؟
إن السادية كانحراف جنسى أولى تعنى الحصول على كل المتعة الجنسية من خلال تعذيب وإيذاء الطرف الآخر .. والبعض يؤكد أن هناك قدراً من السادية فى كل رجل فى علاقته الجنسية بالمرأة، ولكن هذا القدر لايؤدى إلى الإيذاء الجسدى، وأيضا هناك قدر من المازوخية فى كل إمرأة فى علاقتها الجنسية بالرجل، ولكن هذا القدر لايصل إلى الخضوع التام وإستجداء العذاب.
●● والسادى يتطلب من ضحيته أن تستجيب لساديته بالعذاب وإظهار الألم حتى يشعر هو بالطمأنينة .. والمعنى هنا الذى يدور فى عقله الباطن وهو الباعث على ساديته: طالما إستطعت أن أؤذيك وأخيفك فليس لى أن أخاف .. إن ما أجعل الناس تعانى منه لايمكن أن أعانى منه أنا.
●● إن السادى يعانى الخوف .. يشعر بالتهديد .. يخشى أن يحل به عقاب .. يخشى إيذاء الآخرين له .. يتوقع هجوما وشيكا عليه .. ولذا فهو يبادئ بالهجوم والعنف والإيذاء .. وحين يرى الخوف والرعب فى عيون الآخرين يطمئن.
— طالما إستطعت أن أضربك فلن يضربنى أحد.
— طالما إستطعت أن أجعلك تقاسى ويلات الإمتحان وترسب فلن أفشل أنا.
— طالما إستطعت أن أضربك و أؤذيك و أدميك إلى حد البكاء والصراخ والدماء .. فهذا معناه أننى قوى وأننى قادر على أن أعاشرك جنسياً وأنجح معك.
هل هى عقدة الخوف؟
هل هى عقدة جنسية؟
●● بعض الإتجاهات تؤكد أن الشخصية السادية تعانى قصورا جنسياً شديداً، وفى بعض الحالات تعانى من نقص فى مظاهر الرجولة الثانوية ويكون أقرب فى شكله إلى الأنثى ولاينبت له شارب أو لحية ويكون رخو الملمس وربما يعانى من قصور فى أعضائه التناسلية بشكل ملحوظ.
●● أو هو الخوف من العقاب .. الخوف اللاشعورى من الإقتراب الجنسى .. “لو مارست الجنس سأعاقب” ولذا يبادر بالعنف والعدوانية والقسوة الشديدة وبذلك يقوم بعملية إنكار تام للخوف.
●● والتحليل النفسى يصل إلى أبعد من ذلك فيرى أن هذا السادى يشعر بالذنب الشديد، ولذا فهو حين يضرب ضحيته ويجعلها تتألم فإنه يرغمها على أن تعفو عنه وتخلصه من الشعور بالإثم الذى يعوق إستمتاعه بالجنس .. وبالتالى فإذا عفت عنه إستطاع أن يستمتع جنسياً أو أن عفوها هو ذاته متعته.
●● أو هو يسعى إلى الحب .. فالعنف يجعل ضحيته لاتملك إلا أن تحبه مٌكرهةً .. وكأنه يقول لها: لاتخافى منى وإنما امنحينى حبك.
●● كم هو الأمر شائك ومحاولات التفسير معقدة وذلك لأن المشكلة نفسها غاية فى التعقيد.
●● وكم هى مقلقة الحياة مع وجود النزعات السادية بحجم مرضى عند بعض الناس .. إن السادى هو مصدر متاعب للآخرين بالرغم من أن داخله ضعيف وواه .. خائف مرتجف .. فاشل وعاجز.
وأقرب الشخصيات إلى الشخصية السادية هى الشخصية السيكوباتيه، التى سأكتب عنها فى المرة القادمه لأننى أريد أن أجعل كل الناس تعرف كل سمات الشخصية السيكوباتيه وبذلك يكون من السهل التعرف عليها وبذلك تتفادى شرها وتبتعد عنها.
●● من هو السيكوباتى؟
موعدنا فى الجزء الثالث .. أراكم على كل خير الأسبوع القادم بإذن الله تعالى