بقلم / خالد الترامسي
تابعت أول أمس النائب البرلمانى، أحمد طنطاوي أثناء مداخلته الهاتفية لبرنامج “على هوى مصر” الذى يقدمه الكاتب الصحفى خالد صلاح على فضائية النهار one قائلا ” إن ما يجرى حاليًا من إجراءات بشان الحصول على قرض صندوق النقد الدولى، “فساد ممنهج”، مشيرا إلى ضرورة وضع معطيات الوضع الاقتصادى لمصر أمام المواطنين وطرح البدائل أمامه وعليه الاختيار ” كما أشار إلي أنه لم يكن قرض صندوق النقد الدولى فى برنامج الحكومة عند طرحه على مجلس النواب، قائلا “لعن الله الصندوق”.
تلك كلمات ورؤية النائب الذي أراه مخضرماً ويمتلك رؤية واضحة حول معالجة بعض الأزمات الإقتصادية والسياسية الشائكة والتي أمرضت الشعب المصري علي مدى عقود عدة ذاق فيها المواطنين مرارة التقشف وضيق العيش ، بل نراه في غالب حياته لا يستطيع أن يدفع عن نفسه تلك الألام بمجرد التفوه بما يدور في خلدهم .
النائب المحترم أحمد الطنطاوي ينتقد سياسات كثيرا ما كنا نري فيها تعجيزا واضحا وومنهجا لنهضة وتقدم هذا البلد العريق ، فأضحت مصر مغمورة بالديون وحسبما تقول المقولة ” من ساسها لراسها ” هذا هو للأسف حال مصر ، البلاد لا تبني بالقروض ، مصر بلدا عظيما فيه من الكنوز ما إن نفاتحة لتنوء به العصبة أولو القوة ، مصر بها من الخيرات والموارد الطبيعية الكثير ، مصر بها تاريخ أجدادنا العظام فخر العالم أجمع ، وهي شاهدة علي عظمة مصر شعبا وأرضا ، وهي ثابتة أبد الدهر وهي إرث وتراث للأسف مصر لا تقوم بإدارته الإدارة الأمثل ، ولتلتمسوا لي العذر حينما أقول أنها لا تستفيد ب ١ / ٥٠ حتي في أفضل فتراتها التاريخية أمناً ، فما بالكم للأسف بما نمر به من أوقات صعبة تميزت في فترات طويلة منها بالإنفلات الأمني ، مصر بها شواطئ ممتدة علي البحرين الأبيض والأحمر وأيضا للأسف نفس الإشكالية تحدث ، مصر بها النيل وبإمكانها أن تقوم بإستغلاله الإستغلال الأمثل ولكن هيهات هيهات فتلك مصائب ما بعدها مصائب من يهب الله مصر أرضا ومناخا وتراثا ولا تستفيد به ، وفي النهاية تزداد وتتفاقم المشكلات والأعباء علي المصريين ، أي قلة عقل هذه .
إن ما ذهب إليه النائب الطنطاوي ، لهو المنطق الذي لا بد أن يكون نهجا لمصر في معالجة أزماتها الإقتصادية والخروج من عنق الزجاجة ، نفخر به وبأمثاله ممن يحركون المياه الراكدة ، نفخر به وبأمثاله ، ويا ليتنا نملك برلمانا واعيا لحجم التحديات التي نعايشها .
قرض صندوق النقد الدولى ليس هو معيار نجاح مصر والخروج من عثرتها ، مصر ليست في حاجة إلي دولارات من أجل القضاء علي سعر الصرف ، مصر بحاجة إلي أليات موضوعية للقضاء علي مشكلة الدولار ، علاج تلك الأزمة في فتح سوق السياحة ، في مضاعفة الأمن بالبلاد وظفوا حملة الدبلومات والجامعات ممن بلا عمل للقيام بدور أمني بالعمل بوزارة الداخلية ، مصر بحاجة إلي مضاعفة الإنتاج الزراعي والصناعي ، مصر ليست بحاجة إلي إكتشافات بترولية أو غاز أتركوه للأجيال القادمة بدلا من أن تقترضوا لتحملوه بديون لا قبل لهم بها ، حل مشكلات مصر تكمن في إستحسان التفكير بالنظر إلي المشكلات بنظر العقل والمنطق