بقلم . هدى عبدالفتاح
قصه قد تكون من نسج الخيال ولكنها واقعيه وتتكرر كل يوم أمامنا من حيث الأحداث والموضوع أما الأشخاص والأحساس فتتميز بكثير من الندره
بطلتها زوجه شابه تعرفت على شاب فى بدايه العمر استطاع بمهاره شديده أن يفتح جميع بوابات قلبها بل أنه نقب عن السراديب والمغارات والممرات
السريه التى لم يصل اليها أحد من قبله ثم أطلق سراح كل ما تملكه من مشاعر وحرر كافة ألوان الأحاسيس لديها فأصبحت كلماته الربيع الذى يٌفتّح زهور
العمر أما النظره ولحظة اللقاء فكانت هى الحياه وما دون ذلك موت فى أنتظار عوده أخرى للحياه .
وقال الزوج خطفتنى رقة ملامحها وعذوبة صوتها وبرائتها التى تستطيع أن تنقى وتطهر ذنوب العالم كانت فتاه مشعه نورها يسبقها ويحيط بها وأنا لا أملك
الا أن أنجذب لهذه الضياء وأسير معها وقررت أن أحفر فى الصخر حتى أليق بها سافرت وفارقت الوطن والأهل والأمل فعيونها كانت وطنى وقلبها أهلى
وصٌحبتى وصوتها كان الحلم والأمل قضيت عام كامل فى هذا الضياع كانت تقول لى فى كل يوم عود فان العمر الذى يضيع بدونك لن يعوضه كنوز الدنيا
وعدت فعلاً وتقدمت لها بامكانياتى الضعيفه فوقفت بجانبى وأقنعت الجميع بى ,دافعت عنى بافصح الألسنه حتى أستسلم الجميع أمام ألحاحى وتلك المقاتله الشرسه . تزوجنا وكانت قدم الخير ففتح الله لى أبواباً من الرزق وأصبحنا نملك بيتا جميلاً وسياره وبعض المدخرات وتُوجت هذه العطايا بطفلٍ جميل ملأ
الدنيا علينا . تمنيت أن تتوقف القصه عند هذا الحد لأنى توقعت شئ مؤلم سيحدث .
واذا بالزوجه تنسف هذه القصه الرائعه بجمله واحده جائنى يقول هناك أمرأه أخرى فى حياتى وكما تعرفين أنى أتقى الله فلم أجد سبيلاً الا أن أتزوجها
وقد جئتك أولاً أستأذنك وأنا أعلم مكانتى عندك فمنذ عرفتك وأنتى تفعلين ما بوسعك لأسعادى فهل تبخلين على هذه المره ,أما عن مكانتك عندى فأنتى
مليكتى المتوجه .
كانت الزوجه تحكى وهى تعتصر حزنا وصُبغت ملامح وجهها بالحسره والألم كان الحزن والوجع والدموع لحن مصاحب صوتها كانت تنزف الدمع
وكأن جميع شراينها قد تقطّعت فى لحظة واحده .
وتوجهت للزوج بسؤال لما حدث هذا ؟ أين الحب والعشره والتاريخ والزكريات ؟ ألم يقفوا جميعا أمامك ؟ ألم يلوح لك الحب بالرسائل التى تحوى شلال
من المشاعر ؟ ألم تذكرك العشره كم مره طهت لك الطعام الذى تحبه وأهتمت بثيابك وسهرت على مرضك وأستمعت لهموم ومشاكل عملك ؟
ألم يصرخ التاريخ ليذكرك بيوم أن باعت مصاغها لكى تسدد ديونك ؟ ألم تمنعك الذكريات وهى تحمل صورك معها فهذه أول صوره لكما وهذه قبل سفرك
انظر كيف كانت عيناها تدمعان وهذه صورة الزفاف تبدو كأنها تنظر اليك ولكنها رفعت عيناها قليلا الى السماء لتشكر الله أن أتم لها هذه اللحظه .
بالله عليك أخبرنى كيف هان كل هذا ؟ قال لم يهن أبداً وأنا لا زلت أحبها كأول يوم رأيتها ولم أتصور يوماً أن أجرحها ولكن الآخرى تسللت الى نفسى
لدرجة انى أصبحت لا استطيع الحياه بدونها أيضاً, وصمت قليلاً ثم قال أنا لم أرتكب خطأً أنا أنفذ شرع الله وهذا حقى .
وهنا لم استطع أن أستمر فى دور المستمع المحايد الذى يرمى الى الصلح بينهما وأضطرنى أسفه الى الرد وأنا لست داعيه ولا فقيهه ولكن
هل من الدين الغدر بعد أن أعطت بلا مقابل
هل من الدين الجحود بعد أن طوقت عنقك بأفضالها
هل من الدين القسوة وقد علمت أن حياتها تنهار بدونك
هل من الدين كسر القلوب وقتل الروح لأنسان تعلق بك وبنى قلاع أحلامه على جزيرتك
فقط تحفظ آيات تعدد الزوجات وتعمل مثل البعض الذين يعتبرون أحكام الدين جزراً منعزله وليس كتله واحده فالله تعالى أسمه الرحمن والودود والبر
والعدل والجبار من جبر الخواطر والقلوب ليقول لنا إياكم أن تنسوا هذه المعانى فهى دين . ولم يستطع أحد أن ينكر التعدد الذى أباحه الله سبحانه وتعالى
ليعالج مشاكل أجتماعيه وأنسانيه لا حصر لها ولكن حين نصل الى القتل وتدمير أنسان فقارن بين مباح وكبيره .
أعتذر مره أخرى أنا لست داعيه ولكن هذا هو فهمى للدين ,سألت الزوجه هل من سبيل للعوده فصرخت (لا)وتغيرت ملامحها وتجمدت دموعها وبدت
أقوى مما كانت, ولما لا؟ وأراكى تتشوقين لرؤيته قالت شُرخ ما بيننا فقلت ناصحه أحيانا يُصلح الشرخ فيصبح أقوى مما كان قالت سيصبح مشوهاًوأنا كل
ما كان بينى وبينه جميل سألتها وكيف ستمضى الحياه قالت ترك لى رصيداً من الذكريات يكفى ما بقى من أيامى سأكمل فى الخيال ماأعدمه الواقع .
أراها أخذت قرار بالموت على قيد الحياه .
وقررت أن أختم بكلمه أخيره للزوج أتعرف ما سبب ماحدث بينكم رغم وجود الحب أنها وضعت على قلبها لافته كبيره مكتوب عليها قلبى ينبض فى
صدر هذا الرجل وعقلى يفكر بأشاراته ,أهديت له سنينى وأيامى وتنازلت له عن حريتى فلم يجرؤ احد على الأقتراب منها .
أما أنت فلم تضع لافته ولا كلمه ولا سهم يشيرالى أنك حتى مشغول فأصبحت مهبط لأى طائره تحلق فى سمائك .
أهنئك بالزوجه الجديده وأعزيك بشده على ضياع قلب من ذهب لو علم بوجوده العديد من الرجال لتقاتلوا عليه بالسيوف