كتب لزهر دخان
حيله كلها هاجمتها اليد السوداء. ورغم أنه لم يكن أعزلا ، وكانت يده تمسك بالمكنسة. رأى أن يدافع عن نفسه بيده . وتعارك مع الشبح الذي خرج من علبة كارتونية قديمة . ركنها منذ زمن في قبو البيت. محتفظا فيها بأجزاء هامة من ذكرياته ، العادية والمدرسية.
عنوان القصة التي راقتني “يد !” صابها هو شخصية هذا الأسبوع في اللقة الجديدة من برنامج إقرأ حول. الكاتب محمد أحمد خليفة وهو :
الاسم الثلاثي : محمد أحمد خليفة
– اسم الشهرة الأدبية (إن وجد) : خليفوفيتش
– تاريخ الميلاد : ٢١ / ٥ / ١٩٨٠
– الجنسية : مصري
– حاصل على : ليسانس آداب وتربية / قسم اللغة الإنجليزية / كلية التربية – جامعة سوهاج / ٢٠٠١ م
– عمل في : وزارة التربية والتعليم / مصر
– يعمل حاليا : وزارة التربية والتعليم / سلطنة عمان
– الأعمال التي نشرت له :
* كتب: من العالم الآخر (مجموعة قصصية / كتاب إليكتروني) – عندما يبتسم الجحيم (مجموعة قصصية مشتركة / كتاب إليكتروني) – عوالم قصصية (المجموعة العربية)
* مجلات وصحف: ……
بوح الروح (مقالات وخواطر) – حزن بلون الفرح (ديوان شعر) – عاشق السنيما (مقالات نقدية)
– أعمال مخطوطة: الرحلة / من الحياة
– مكان الإقامة الحالية: محافظة الوسطى الدولة: سلطنة عمان• المدينة أو البلدة: ولاية محوت• الحيّ: حج
النص: بعنوان “يد ” من كتاب من العالم الأخر وهو مجموعة قصصية قوامها 13قصة .
حالة غريبة تلك التي ألمَّتْ بي منذ أن قرأت قصة الرعب
القصيرة ” اليد المقطوعة ” لهيتشكوك. ظلَّ خيال تلك اليد
الملعونة السوداء ذات الأظافر المخلبية يتوغل في ثنايا عقلي
فيشغل تفكيري ويكتسح قدرتي علي المقاومة في أن أصرف
انتباهي لأي شيء آخر سواها.
كان السؤال الذي يؤرقني هو: كيف تخلصت تلك اليد البشعة من
السلاسل التي كانت تقيدها وأين اختفت فجأة في نهاية القصة ؟
لكن لماذا أُعَذِّ بُ نفسي بالتفكير في مصيرها ؟! فلتذهب إلي
الجحيم من حيث جاءت فهو مكانها علي أي حال !
كنت أحتفظ بكتبي وأوراقي القديمة في قبو المنزل. بطبيعة
الحال لابد وأن يصيبك الأرق في ليلة ما من ليالي الصيف
الحارة فلا يغمض لك جفن. تتقلب في فراشك وكأنه الجمر
تُشْوَى عليه ! تقوم من رقادك وتتوجه إلي ثلاجتك العتيقة فتفتح
بابها لتسكب الماء البارد شلالاً في جوفك المشتعل علَّكَ تطفيء
تلك الحرارة التي تخنق جسدك !
كان هذا حالي عندما عاودتني ذكريات دراستي وأصدقاء
المدرسة فغرقت في نوستالجيا الحنين إلي الماضي وتملكتني
الرغبة في مطالعة تلك الأيام البعيدة عن كثب.
فتحت باب القبو وأَضَأْتُ مصباحه الكهربي الذي علاه الغبار
ونزلت الدَرَج الخشبي.
كان كل شيء في مكانه وقد غطاه تعاقب الأيام باللون الترابي
المميز.
كنت أبحث عن ألبوم الصور الذي كان يحوي الكثير من
الذكريات التي لن تُنسَى.
فتشت عنه في ثلاث كراتين وسط أكوام الغبار التي تطايرت في
الهواء فلم أعثر له علي أثر.
هكذا كنتُ متيقنا من وجوده في الكرتونة الأخيرة التي كانت تقبع
في ركن الغرفة باستكانه تثير التوجس والحيرة وكأنها تناديك:
ألا فلتقترب !
توجهت صوبها وحال اقترابي منها سمعت صوتا ما بداخلها.
توقفت في مكاني لأصغِّ السمع جيداً فسكن الصوت. وحالما
شرعت في الخطو مجدداً عاد مرة أخرى !
كان كصوت خشخشة الأوراق. شيء ما يجوس بين كتبي
وأوراقي القديمة.
داهمتني تلك الفكرة المرعبة كقطار هائج أفلت عن مساره فجأة
واصطدم بي !
” لابد وأنه فأر لعين يتسلي بكتبي وأوراقي القديمة فيدمرها ! بل وربما
كان الآن يقرض ألبوم صوري الأثير ! ”
أتَلَفَّتُ حولي باحثا عن أي عصا فأري مكنسة قديمة تستند إلي
الجدار. أثِّبُ إليها فأمُْسِّكُ بها وأقتربُ بلهفة من الكرتونة فأمَُدُ
عصا المكنسة بحذر لأفتحها.
توقعتُ حال فتحها أن يقفز الفأر في وجهي فبقيتُ علي مسافة
منها غير أنه لم يحدث شيء. ربما كنتُ واهما !
إقتربتُ في حذر لأنظر بداخلها و….
قفزتْ يدٌ سوداء متيبسة الأصابع مخلبية الأظافر في وجهي
فأحاطت بعنقي والتفت الأصابع حول رقبتي تعتصرها بقوة
رهيبة.
أفلتُ المكنسة وأمسكتُ اليدَ ب قَبْضَتيَّ أجاهد لتحرير رقبتي منها
لكنها كانت أشدَّ التصاقا برقبتي وكأنها جلدي.
سقطتُ أرضا وأنا أختنق.
كانت قصة هيتشكوك القديمة تنظر إليَّ من داخل الكرتونة في
سخرية وتَشَفٍ وقد غطتها خيوط العنكبوت !