إعلامنا بين السطحية والإسفاف
بقلم هشام صلاح
صدق المتنبى حين قال : – وكم ذَا بِمِصْرَ مِنَ المُضْحِكَاتِ وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَاء
يعتبرالإعلام وسيلة تزويد الناس بالأخبار الصحيحة والحقائق الثابتة والمعلومات السليمة التي تساعد على تكوين رأى صائب في واقعة من الوقائع إضافة إلى تزويد المجتمع بالمعارف والثقافات اللازمة من خلال شخصية أخذت على عاتقها تحمل تلك المسئولية وهذه التبعة مع احترام كامل لميثاق الشرف الإعلامى لكن ومع شديد الأسف فقد ساهمت الوسائط الإعلامية المتعددة في ظهور إعلاميين غير مختصين في المجال الإعلامي، كالفنانين والصحفيين الذين يقدمون البرامج وكذلك تدخل الهيئة العامة للاستثمار فى فتح القنوات بصرف النظر عن محتواها وتوجهاتها وارتباطها بالتمويل ورأس المال والاعلانات،فأصبحوا بمساعدة التطبيقات التي أصبح يعتمد عليها في عمل الإعلام يحتلون المقدمة فكان ما يزعمون أنه نجاح وانتشار لكنه نجاح زائف وانتشار كانتشار الميكروبات والفطريات المعدية .
لعل من أهم المآخذ التى يلحظها المتلقى أو المتابع لخريطة الإعلام وبخاصة برامج التوك شو ويمكن إجمالها فى :
– شخصيات إعلامية فقدت بريقها وأصبحت مسخا يمل المشاهد طلته – بعد الإعلامى عن الواقع وانعزاله التام عن المجتمع والمواطن وما يعانيه أو يشعربه مع فقد المصداقية في كثير من الأحيان – تطابق العناوين وتناول الموضوعات بشكل ملفت للنظر أثناء تغطية أحداث مهمة أو مناسبات معينة .
– فى كثير من الأحيان أصبحت الموضوعات معركة «كسر العظم» بل تطور الأمر إلى استخدامه في تصفية الحسابات والتشهير وكشف الجانب الخفي من شخصيات من يسمون «نخبة المجتمع” – تشويه صورة المجتمع والمواطن بإلقاء التبعة والمسئولية عليه فى كل شىء وبما يتنافى مع معايير العمل الإعلامى كتناول موضوعات تافهة أو خلق الشائعات وبثها دون الاكتراث بالنتائج المترتبة على ذلك،
– فى كثير من الأحيان أصبحت الموضوعات معركة «كسر العظم» بل تطور الأمر إلى استخدامه في تصفية الحسابات والتشهير وكشف الجانب الخفي من شخصيات من يسمون «نخبة المجتمع” – تشويه صورة المجتمع والمواطن بإلقاء التبعة والمسئولية عليه فى كل شىء وبما يتنافى مع معايير العمل الإعلامى كتناول موضوعات تافهة أو خلق الشائعات وبثها دون الاكتراث بالنتائج المترتبة على ذلك،
إن وطننا الحبيب مصروالذى عرف العالم كله أن أبناءه الذين كتبوا على ورق البردي قبل آلاف السنين يستحقون إعلاماً أفضل وأقوى وأكثر مصداقية ومهنية من الإعلام الحالي،
فمصر الفن والحضارة والأدب تستحق صورة إعلامية أفضل من تلك التي يقدمها للعالم مجموعة من المنتسبين للعلام من خلال برامج التوك شو
فاعتقد أنه قد آن الآوان لإعادة منصب وزير إعلام ذى عقل سياسى ممن لم يلوثهم العصر البائن، وأن يعود المجلس الأعلى للصحافة او بديله تحت قيادة البرلمان بصفتها السلطة الشعبية
وأن ترى مصرنا الجديدة إعلامها بوجوه إعلامية جديدة لا يمل المشاهد طلتها وجوه إعلامية لا تحيا فى كل أنواع النعيم والترف ولا تشعر أو تحس بما يشعر بها معظم المصريين
فمصرنا تستحق أن يمثلها على خريطة الإعلام من يعرف قدرها ومكانتها ويحترم عقلية أبنائها ومشاعرهم ومعاناتهم وقضاياهم الملحة —- وكفانا ضحك كالبكاء
إعلامنا بين السطحية والإسفاف