” إسلام ” طبيب أسنان
برتبة فنان
بقلم هشام صلاح
ما أصعب آلام الأسنان وما أشدها وبخاصة حينما يحين الليل فلقد قاومت طويلا تلك الأوجاع لكن وبعد حاولات يائسة بائسة أعلنت هزيمتى ، فلم أجد أمامى بديلا سوى التوجه إلى أحد مراكز الأسنان وسط ألم يتنازعه الخوف ، دخلت حيث حجرة الكشف بعد انتظار دورى وأنا أضع كفى على وجنتى من شدة الألم ، الغرفة تعج بأدوات الطبيب مصاحبة لكرسى الكشف المتطور كل ذلك لم يجذب انتباهى وما جذب انتباهى للوهلة الأولى حد الدهشة وجود آلة موسيقية ” جيتار ” بأحد أركان الغرفة ، لاحظ الطبيب أننى أطيل النظر نحو تلك الالة ولم استطع رغم الألم مقاومة رغبتى الملحة فى السؤال عن سبب وجودها بعيادة طبيب فى تلك اللحظة وجدت الدكتور إسلام يبادرنى قائلا :
” وهل مهنة الطب تتعارض مع الموهبة الفطرية ؟”
فأجبته : لا بطبيعة الحال
هنا كانت المفاجأة حينما وجدتنى أمام طبيب ماهر فى مهنته عاشق للعزف على الجيتار ولم استطع السيطرة على عينى التى بدأت تجول عبر جدران حجرته التى زينت ببرتوريهات رائعة برسم اليد فبادرنى قائلا : ” إنها من إبداعه ووحى موهبته ، طال الحديث بيننا لتكتمل عناصرالمفاجأة حينما أمسك الدكتور إسلام بهاتفه الجوال ليقدم لى مجموعة من أشعاره التى كتبها حيث بدأت فى الاستماع لإلقائه ولفت انتباهى بعض من الأبيات التى تنم عن جرح غائر فى قلبه حيث اختلط صوته عند الإلقاء بحشرجه بكاء مكتوم فلم أثقل عليه بالسؤال عن تلكم الأبيات ،
هنا أيقنت أننى أمام طبيب يقدم نموذجا مصرىا خالصا تشكل وجدانه وفكره إضافة إلى موهبته من فيض نيل و ثرى هذا البلد الضارب فى أعماق التاريخ بأصالته وعظيم حضارته ،
انتهى الكشف واللقاء لاشكر الطبيب إسلام الذى خفف عنى آلام الأسنان ليستبدلها بآلام الأوطان فقد ألح على سؤال فى وجيعته أشد عندى من آلام الأسنانأنها ” وجيعة الأوطان ” تساءلت
– لماذا تهاجر الكفاءات الطبية إلى الخارج تاركة الأوطان ؟
– لماذا نجد أن أكبر عدد من الاستقالات بين الأطباء ؟
-
لماذا نقدم عباقرتنا دونما أى جهد ليجنى ثمرتهم الآخرون ؟