د. بهاء حفني الشافعي
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد:
اختلف العلماء في هذه المسألة على رأيين:
الرأي الأول: القراءة عن ظهر قلب أفضل..
الرأي الثاني: القراءة من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب..
والرأي الثاني هو المختار؛ لقوة أدلته ولوجود النص في موضع الخلاف(1)، وقال النووي: قراءة القرآن من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب؛ لأن النظر في المصحف عبادة مطلوبة؛ فتجتمع القراءة والنظر.
وقد ورد عن الصحابة – رضوان الله عليهم – ما يعضد ذلك؛ فها هو ذا سيدنا عبد الله ابن مسعود يقول: “أديموا النظر في المصاحف”، وعنه أيضا: “أشد العبادة النظر في المصحف”، وسيدنا عثمان بن عفان يقول: “… وإني لأكره أن يأتي علي يوم لا أنظر في المصحف”(2).
الخلاصة:
القراءة من المصحف والنظر في صفحاته مستحب شرعا ومقدم على القراءة عن ظهر قلب؛ فهو اجتماع عبادتين: النطر والقراءة، هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من هذه النصوص قول سيدنا النبي: “من سره أن يحبه (يحب) الله ورسوله؛ فليقرأ في المصحف”، أخرجه أبو نعيم في الحلية، وقوله أيضا: “تعاهدوا هذه المصاحف وربما قال: القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النَّعَم من عقله”.. .
(2) انطر ذلك في ( شعب الإيمان ج3، ص512، ط1 مكتبة الرشد، الرياض).