كتب:وحيد القرشي
أيام مضت وسنوات ولّت، والأم تنتظر بلهفة واشتياق، وبقلب يغمره الأمل لرؤية صغيرتها، وضمها إلى أحضانها، بعدما حرمتها الظروف من رؤيتها لأكثر من ثلاث سنوات، مرت عليها كأنها ثلاثة عقود، وخلال هذه الفترة انفطر قلبها وباتت تبكى حزنا وألما على فراقها، باحثة عن وسيلة تعيد لها ابنتها، كى تعود هى إلى الحياة.
سوف نري مدي الظلم والمعاناة والتي تعيشها الام ,لارجاع أبنتها لاحضانها ,وسط غياب, القانون والعدل والضمير ,في دولة وضعت رئيسها في قفص الاتهام وتحاكمه بالعدل والقانون ,فلماذا كل هذا الظلم مع هذه السيدة الام ,ومن المسؤال عن ذلك .
تحكى الزوجة التى تزوجت من عضو هيئة قضائية، وانتظرت 9 سنوات أن يهبها الله الذرية التى تملأ حياتها، وتكون المصباح الذى يضيء لها ما بقى من عمرها، حتى استجابت السماء لدعواتها ووهبتها الصغيرة «ملك» تلك البريئة التى لم تمكث فى أحضان أمها سوى عامين، بعد أن حط طائر الحزن على البيت، ودبت الخلافات بين الزوجين لتنتهى بالطلاق.
وتحكي الزوجة تفاصيل رحلة عذاب قائلة اصطحب طليقى ابنتنا «ملك» وضمها لحضانته فور طلاقنا، إلا أننى لم استطع مقاومة غريزة الأمومة بداخلي، وكدت لا أتذوق طعم الراحة وفارق النوم عينى طوال هذه الفترة، وكلما نظرت حولى ولم أجد فلذة كبدى بجوارى والتى لم تفارق ملامحها عينى يجن جنونى وأنهمر فى البكاء، وسلكت طريق المحاكم حتى أحصل على حقى فى حضانة ابنتي، وتقدمت بشكوى لنيابة الفيوم ضد طليقى وطالبت فيها بتسليمى الصغيرة التى حرمنى طليقى من رؤيتها، إلى أن صدر فى عام 2013 أمر من المستشار عمرو سلامة المحامى العام لنيابات الفيوم بتسليمى الطفلة بعد أن ثبت من تقرير الخبير الاجتماعى أننى أمينة عليها وأن مصلحتها معي، بالإضافة إلى أن تحريات مباحث قسم الفيوم أثبتت أننى قادرة على تربيتها، وتم إعلان طليقى بأمر النيابة بالصيغة التنفيذية إلا أن والدته امتنعت عن تنفيذه، وقالت إن ابنتى سافرت مع والدها إلى القاهرة، وتقدمت بدعوى إلى محكمة جنح بندر الفيوم إلا أن المحكمة قضت بعدم قبول الدعوى لعدم توقيع محام على صحيفتى وإلزامى بالمصاريف وأتعاب المحاماة.
ومن يومها وأنا لم أترك بابا يساعدنى فى استعادة ابنتى إلا طرقته، وبالرغم من مرور نحو 4 سنوات على غيابها عنى وعدم رؤيتى لها طوال هذه الفترة، إلا أن الأمل لم يفارقنى لحظة، وكلى ثقة فى أن ينصفى قضاء بلدى ويعيد إلى حقى فى حضانة ابنتى.
تلك هي حكاية الام وابنتها ملك ,فهل من مستجيب لتلك الرسالة ,لماذا لا نترك القانون ياخذ مجراه ,لماذا نتدخل ونغير سير العدالة ,ونظلم الاخرين ,ومن المسؤال عن ذلك ,نريد الاجابة فهل من مجيب ,في دولة ضاع فيها كل شئ ,حتي القانون والعدل لا وجود لهم