أيلول لَملِم أوراق الذَّاكرة …
وَ دَثِّر تَنهيدَتي …
لِتَغفو على أغصانِ اللَّهفة …
لِيَدنو الحُبَّ مِن عُمق الأحلام …
لِيَهمِس في أذُنِ الحياة …
أيلول هَلَّا أشعلتَ الشُّموع …
فَالمُورِقاتُ تَؤولُ لِلرَّحيل
وَ الدَّمعةُ ماتَزال طفلةٌ على عتبات الوقت
تُوزِّعُ الحُبَّ قُبلاً …
إنَّ هذا المَساء يُلملِمُ أمسي …
أمسيَ المُلَوَّثُ بِخيبَتي …
أمسيَ الَّذي يَجعَلُني أدورُ في دائرة الظِّل
و أتوهُ بين أنا و أنا …
فلا أجِد شجرةً أستظِلُّ بها من حرقة الوقت
أيلول ……
ما عادت الرَّبابُ تُقهقِهُ على عتبات ذاكرتي
أهرب ….
فأتعثَّرُ بِخُطا مَيساء
ليلى تَبتَعدُ و تُحمِّلُني خطاياها
مُثقَلٌ أنا بالحُب ….
بيضاءٌ سريرتي
يقودني يقيني لها …
أضحك على نفسي ….
إذ أنَّ البُكاء أصبحَ أكبرَ اشتهائاتي …
ها أنا ذا أجلِسُ على عتبة الألم
أراقب كيف تَتَفتَّح ورود الجِّراح …
و كيف يمشي نَمَلُ الألم في شراييني
يا زمن العدم غزوتَ كلَّ شيئْ ….
فَ دَع أيلول و قُوّتَهُ يحيطان مَتن حروفي
و غداً سَيخرُج من عتمتي ضوءٌ تَشرِينينٌ
يُبدِّدُ حزني
أيلول أين رياحُك ….
قُل لها أن تَعقِد قِرانها على حروفي
وَ قُل لِجهاتِك …
شَتاتَ غيميَ أن تَجمعه …
ثاوٍ أنا على صمتي ..
وَ صوتُ الوقت يحفُرُ عميقاً في روحي …
يمتَدُّ بحري …
يُسابِق حلمي الموج …
و الخريف شابٌّ لا يَشيخ
تشهق المسافات بينَ بينْ
يا صوت الوجع الصَّارخ
رُويداً …
فما أزالُ على قيد الحضور
ما أزالُ أرتِّلُ آيات الحياة و أسماءها الحُسنى
ما يزالُ لفُسحتي بيانٌ …
( يَتَحَيَّنُ اصطيادَ الفرح حين سكون )