بقلم هشام صلاح
فوجىء البعض بما حدث فى الولايات المتحدة وظنوه حدثا جللا وفسره آخرون على أنه انقلابا ستشهده الساحة الأمريكية حين اقتحم أنصار الرئيس ترامب مبنى الكونجرس وإن كان لنا أن نتحدث فلننحى الحدث جانبا بما شهده من اقتحام للكونجرس والذى يمثل أعرق المقرات الديمقراطية على مستوى الدول ولنمعن النظر والتفكيرفى دلالات الحدث والتى اظهرت بجلاء هشاشة المنظومة الأمريكى وزيف إدعاءاته بوجود نظم أمنية ومعلوماتية خارقة كذلك تلك الديمقراطية الزائفة التى يدعون أنهم من ارسوا قواعدها وصدروها للمجتمعات البشرية على مستوى الكرة الأرضية لينسبوا لأنفسهم الفضل فى قيادة العالم الديقراطى
ولعل من أهم تلك الدلالات أيضا أن نظرية القطب الأوحد أصبحت نسج خيال المجتمع الامريكى وحدة ومعهم أولئك المنتفعون بموالاتهم تلك النظرية التى نجحت المؤسسات ومن خلفها صناع السينما الأمريكية فى تثبيت صورتها فى أذهان الدول الأخرى لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فما شهده العالم كله أثناء الانتخابات الرئاسية وما تلاها زعزع استقرار تلك الصورة الذهنية التى تصورها البعض لذلك المجتمع ولتلك المؤسسات الأمريكية بحيث باتت ” ماما أميركا ” تعانى من الشيخوخة والخرف
ولاشك أن الكثير من الدول قد وعت الدرس العملى وفهمت دلالاته وأن بعضها قد أعاد حساباته
ولعل استفاقه بعض الأنظمة العربية وعودتها لجادة الصواب وما شهدناه من تجاوز للخلافات ومحاولة رأب الصدع وعودة العلاقات لخير دليل على الاستفادة مما حدث داخل المجتمع الأمريكى وأنه لم تعد أمريكا هى الحامية والضامنة للبقاء وأن الدوران فى فلكها أصبح محفوفا بالمخاطر
وعلينا أن نعى الدرس فلا سبيل لعودة الكرامة و الحق العربى الضائع وإنقاذ دولنا إلا بالوحدة بيننا كأشقاء عرب لنا أعرافنا وقومياتنا وثوابتنا التى يجب التمسك بها فى مواجهات تقلبات الأنظمة العالمية