بقلم/ حربي العامري
كان لدخول التكنولوجيا الحديثة بكافة وسائلها ومختلف أشكالها وأدواتها من أقمار صناعية ومحطات تليفزيونية وأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة وخاصة الذكية منها وشبكة الانترنت وتطبيقاتها الخيالية في حياة الإنسان الأثر الكبير في تغيير نمط حياته بكل ما تحويه من عادات وتقاليد وقيم وأعراف وفى كل مراحل العمر من الطفولة المبكرة إلى الشيخوخة المتأخرة مرور بكل المراحل العمرية للإنسان وعلى كافة المستويات
وإذا كان للتكنولوجيا الحديثة ووسائلها المتعددة منافع كثيرة جعلت من حياة الإنسان أسهل وأسرع وأرقى وحلت مشكلات لأحصر لها وساعدت الإنسان لان ينجز أعماله في وقت قياسي ما كان له أن ينجزها في شهور أو سنين أو حتى يصل إليها من الأساس وجعلت من العالم قرية صغيرة يستطيع من يعيش في أقصى أنحائه أن يتابع وبشكل مباشر ما يحدث في كل شبر من أنحاء المعمورة بل ويتفاعل معه ويشارك فيه وهو في حجرة نومه .
ولكن مع كل هذه المنافع الكثيرة و التي لا حصر لها ألا أنه على الجانب الآخر هناك أضرار كثيرة وخطيرة لهذه الوسائل التكنولوجية والتي تسبب كثير من الأمراض بحسب الأبحاث والدراسات التي تناولت أثر التكنولوجيا على صحة الإنسان وخاصة الأطفال وتتنوع هذه الأضرار من الأمراض العضوية والتي تسببها الأشعة المنبعثة من الأجهزة مثل التأثير على العيون والمخ و أمراض السرطان وتشوه الأجنة وضمورالعضلات وعيوب في العظام نتيجة قلة الحركة والجلوس فترات طويلة أمام الشاشات مثل
مشكلات النظر والتي يسببها طول فترة تركيز العين على الشاشات مما يجعل الإنسان بحاجة لاستخدام النظارات الطبية في مرحلة مبكرة من عمره على غير العادة
زيادة الوزن فان طول فترات الجلوس لاستخدام هذه الأجهزة يقلل الفترات التي يتحرك فيها الإنسان ويمارس نشاطه الطبيعي مما يقلل فرصة حرق الدهون وبالتالي تتراكم في جسمه محدثه السمنة
الآم العنق والكتف والايدى
الأمراض النفسية التي قد تحدث نتيجة الصدمات التي قد تحدث للإنسان نتيجة اختلاف واقع الحياة التي يحياها الإنسان في الطبيعة عن الحياة الافتراضية التي يعيشها والاطلاع على معلومات قد تكون غير دقيقة وهو يتابع هذه الوسائل التكنولوجية مثل الانفصام والقلق والمخاوف المرضية وغيرها من الأمراض النفسية والتي قد تؤدى للوصول إلى مرحلة الجنون وفقدان العقل
والأمراض الاجتماعية من انتشار للعنف والبلطجة وأساليب السرقة والقتل التي يتعلمها المشاهد من خلال أفلام الأكشن والعصابات وانتشار حالات الطلاق والخيانة الزوجية والإدمان بين إفراد المجتمع …
وعدم تمتع الإنسان بالحياة الطبيعية من الخروج للاماكن العامة في الهواء الطلق واستنشاق الهواء النقي بعيدا عن التلوث والإشعاع وممارسة الرياضة وتبادل الزيارات بين الأصدقاء والأقارب والأهل وتقوية أواصل المحبة والعلاقات الأسرية والاجتماعية بين أفراد المجتمع مما كان له بالغ الأثر على حياة الإنسان فقد أصبحت حياة ذات وتيرة سريعة ومشوهة وغير مستقرة وغير واضحة المعالم…
وبالرغم من كل هذه المخاوف والأضرار ألا انه لاغني عن استخدام مثل هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة ولكن ينبغي لتفادى الكثير من هذه المخاوف هو الاعتدال والتقليل قدر الإمكان من الأوقات التي يقضيها الإنسان في استخدامه للتكنولوجيا وأخذ وسائل الأمان قدر الاستطاعة….