أشرف أبو عيطه يكتب / عندما يغيب صوت العقل
لا شك أن التوازن لحياة الشعوب خاصة فى الدول التى تعانى من الفقر.. لدى العالم المهيمن
فرصة لاعادة ترتيب الاوراق فى ظل هذه الظروف بشرط أن تتوقف آلات الحروب ونمنح
العقول الفرصة للتفكير بأساليب وطرق جديدة تضمن للجميع العيش فى سلام وأمان
بعيدا عن لغات القتل والدمار والارهاب..
لماذا الاصرار على دعم كيان يريد ان يهجر شعبا من وطنه؟
لماذا الاصرار على جعل منطقة الشرق الاوسط مسرح عمليات عسكرية دائما؟
والاهم من ذلك هو السؤال الذى يفرض نفسه بقوة هذه الايام: لماذا لايستمع المجتمع الدولى لصوت العقل؟
ان صوت العقل هو السبيل لحل المشكلة، فلا أحد يعتقد ان مشكلة غزة بدأت مع السابع من اكتوبر!!
وانما هى صفحة جديدة من حرب طويلة لا احد يعرف متى تنتهى، وان عرف الجميع السبيل الى انهائها .
لكنهم لايعيرونه اهتماما رغم موافقتهم عليه قبل نحو ثلاثين عاما.
لقد أمست فلسطين البلد الوحيد المحتل فى العالم، وصوت العقل الذى أطلقته
مصر يقول إن الفلسطينيين لن يهجروا بلدهم وارضهم التى ولدوا عليها وترعروا فيها، وأن فكرة
الشيطان بتهجير السكان من غزة غير مقبولة من الفلسطينيين ولا من جيرانهم لان
هناك ثوابت وطنية لدى الطرفين، فأرض مصر ليست مستباحة
اذا كان البعض يريدون ان يأخذونا الى “المجهول” دفاعا عن مصالحهم
وامتيازاتهم واذا كان ثمة من لا يرى في هذه المخاضات اكثر من “زوبعة في فنجان” فان
“صوت العقل” وحده هو الحكم على المخاضات والمآلات، على اتجاه
البوصلة ومساراتها، وهو وحده من يدلنا على الصواب.
وبالتالى فالفكرة مرفوضة شكلا وموضوعا، وكذلك العقاب الجماعى الذى تنتهجه اسرائيل
فى حربها على غزة, وصوت العقل يقول ايضا إن الآلة العسكرية الغاشمة لم تحقق الامن
لاسرائيل، ومن هنا فلاسبيل امامهم الا بالحل السلمى الذى يحقق الامان للجميع، وصوت
العقل صدر فى تحذير احمد المنظرى المدير الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية من وقوع
كارثة انسانية حقيقية فى غزة لنقص المواد الغذائية، وربما استمع العالم لصوت العقل
الصادر من مصر خلال قمة القاهرة للسلام التى دعت اليها مصر املا فى ان يصغى
الجميع لصوت العقل والتوصل الى حل يضع حدا لما يحدث فى غزة ويحقق السلام للمنطقة.
وفي غياب “صوت العقل” اخطأنا في التشخيص وفي المعالجة ايضا، اخطأنا في ادارة الازمات
وفي ابداع ما يناسبها من حلول اخطأنا في تحديد الرؤية وتوجيه البوصلة وفي تقدير الموقف ايضا.