فى مثل تلك الايام فى ٢٠١١ وبالتحديد يوم ٢٥ يناير ، خرج بعض من شعب مصر للمطالبة بمطالب فى نظرتهم مشروعة ، وكان المطلب هو ( اقالة وزير الداخلية حينها ، واقالة الحكومة ) ولا شئ غير ذلك ، ولم يدور بخلدهم اكثر من ذلك ، لكن الغباء السياسى الذى سيطر على المشهد حينها ، ولم يتفاعل مع هؤلاء سواء بتحقيق مطالبهم ، او الجلوس معهم ، وتأخر الرد من الحكومة ، ومن مؤسسة الرئاسة وقتها ، جعل الأمر اكثر اشتعالا ، وجعل المطالبون يرتفعون فى سقف مطالبهم ، الى ان وصل الأمر بعد يوم ٢٨ الذي سموه ( جمعة الغضب ) الى ذروته ، وذلك بعد ان أندس بينهم كل كاره لمصر ، ومن اراد ان تكون مصر دولة بلا دولة ، اى دولة منزوعة السيادة ، وبدأ المناداه بتنحى النظام جميعه ، ومحاكمته ، ولم يعد يقتصر على وزير ، او حتى حكومة .
وبدأ تدخل الاخوان فى المشهد بعنف لم تشهده مصر من قبل ، وتحينوا الفرصة ، وبدأوا بالهجوم على السجون واقتحموها ، واخرجوا جميع المساجين ، سواء من الأخوان ، او حماس ، او من حزب الله ، او من البلطجية ، والمجرمين .
وبدأ المشهد السياسى يتغير ، وينقلب ، بل وينفجر ، بعد ان سيطر الاخوان ، والبلطجية على المشهد برمته ، وبدأت البلطجة تفرض نفسها على المشهد ، من قتل ، وسرقة ، واحراق مؤسسات الدولة ، كأقسام الشرطة ، ومديريات الامن ، ووزارة الداخلية ، بل وصل الى المتحف المصرى وسرقة محتوياته الثمينة ، وكل ذلك بعد انسحاب الشرطة بسبب نفاذ قوتها ، وارهاقها ، ولولا الغباء السياسى فى تأخير معالجة المشهد برمته من البداية سواء من الحكومة ، او من مؤسسة الرئاسة ، ماحدث ذلك كله.
وبدأ المشهد يتغير ، ويتبلور امام الجيش ، الاجهزة السيادية ، ورأوا ان ذلك لم يكن مطالب فئوية ، او مشروعة كما كانت فى بداية الأمر ، بل تحولت الى بسط النفوذ على الدولة باكملها ، من جهات عديدة خارج البلاد ، وداخلها .
وتيقن الجميع ان المشهد المراد به ( مصر ) الارض والعرض ، ولا شئ غير ذلك .
فتم معالجة الأمر بهدوء شديد ، واحترافية شديدة ، فبعد التنحى واستلام المجلس العسكرى للبلاد ، بدا يبسط يده على مصر باحترافية ، ويعالج الامر بحكمة.
وكانت الانتخابات البرلمانية التى اظهرت الوجه القبيح لهؤلاء الذين ارادوا السيطرة على المشهد برمته .
ثم كانت الانتخابات الرئاسية ، تلك التى قصمت ظهر البعير ، واظهرت بجلاء مكنون هؤلاء ، انهم يريدون السيطرة على البلاد ، وتفرقة العباد ، وبيع الوطن والشرف .
وارادوا ان تكون مصر دولة مسلوبة الارادة ، لاتخضع الا لمرشدهم ، وبدؤا التقسيم لمصر ، ونسى هؤلاء ان هذه هى مصر .
مصر التى وقفت فى وجه التتار .
مصر التى انتصرت على الصليبيين .
مصر التى وقفت شامخة فى وجه اعتى دول العالم ( العدوان الثلاثى )
لم يفقهوا انها مصر ، فانقلب السحر على الساحر ، ومازالت مثر كعهدها واقفة ، شامخة ، منتصرة ، امام كل من ارادها بسوء.
لأن الله حاميها ، وحافظها ، ولأن جندها هم الغالبون بأمر الله .