كتب عبدالرحمن مؤمن عبدالحليم
من الاشياء الهامة التي علينا أن ندركها جيدا هي أهمية الوقت فكثيرا ما نسمع من يقول أو يكتب أن الحياة أصبحت مملة وتقليدية رغم أن الكثير منا من لايعلم أنه السبب في ذلك الاحساس الذي يصارع سعادته ويجعله لا يشعر بما في الدنيا من سعادة فالصلاة والوقوف بين يدي الله سعادة ( أرحنا بها يابلال ) و قراءة القران والتدبر فيه والعمل به كمنهاج للحياة بعد فهمه فهما صحيحا من خلال التفاسير وليس الاهواء الشخصية سعادة وإطمئنان و زيارة مريض أو دار أيتام أو دار مسنين أو معاملة طيبة فيها حكمة وتغيير المعاملة لافضل مع شريك الحياة يجعل في الحياة لذة وسعادة
علينا أن نقف جميعا مع أنفسنا جيدا عندما نشعر بالوحدة والملل والغربة عن الدنيا فكلما كان الانسان قريب من ربه ومتجدد في أفعال الخير وخاصة الاعمال التطوعية بنية صادقة مخلصة لله فإنه سيجد ثمار ذلك بإنشراح صدره وشعوره بإنه يحمل رسالة وهدف في الحياة يفيد بها مجتمعه ووطنه وأمته في كل ما يرضي الله دون إنتماءات حزبية وإنما بالعمل بصحيح دينه وما ينفع به وطنه بصورة متجددة فهنا يشعر بأنه لا يمل خاصة لو كان عنده يقين بالله و إصرار وتحدي وطموح حقيقي صادق
وأخيرا علينا جميعا أن نصحح المثل الخاطي الشائع بين الناس (أعمل الخير وأرميه البحر ) والصحيح ( أعمل الخير وأحتسبه عند الله ) فكثيرا ما نسمع من يقول ( هوا الانسان بيعيش كام مرة هيا مرة واحدة أو من يقول لك قضي ياعم الحياة بالطول والعرض اهي حياة والسلام ) وهذا أكبر خطأ فإن علينا جميعا أن نؤمن أننا في الدنيا في إمتحان وأن هناك حياة أخري أشد وأهم بمراحل سوف نعيشها وهي حياة أبدية لا موت فيها ولا حياة فالاستعداد لها يكون بالعبادة ( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ) ولكن العبادة ليست فقط بالصلاة والصوم والحج والزكاة فقط أبدا وإنما معاملة الجيران معاملة حسنة مهما كانت عقائدهم وديانتهم من العبادة وبر الوالدين وصلة الرحم والكف عن الحسد والحقد والغيبة والنميمة وعدم قبول الرشوة ولا إعطاء رشوة لاحد والكلمة الطيبة الصالحة الناصحة لكل من يرتكب خطأ والرفق بالصغير وتوقير الكبير والعمل بما نتعلم من علوم نافعة ونعلمها للناس بصبر كل ذلك وغيره الكثير يدخل في العبادة فليس العبادة فقط بالمظهر أو باللسان الطيب البليغ وإنما لابد للمظهر أن يوافق الجوهر فنحن خلقنا لتعمير الارض ونجني ثمار ذلك في الاخرة فعلينا جميعا أن نتعاون مع بعضنا في كل خير لنشعر جميعا أننا جميعا أصحاب رسالة صادقة ونافعة تستمر وتمتد لاجيال وأجيال
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه