أحمد فايز
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
لأن سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه قصته طويلة وتحتاج إلي موضوعات كثيرة لكي تغطي قصته وسيرته العطرة لكنني سوف أقتصر في قصته قدر الإمكان حتي تخرج مختصره ومفيدة وسوف نركز علي أهم المواقف التي ميزته
سيدنا أبو بكر هو عبدا لله بن أبي قحافه يلتقي مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في ” مرة ” ولد رضي الله تعالي عنه بعد مولد النبي صلي الله عليه وسلم بسنتين وعدةأشهر
مكانته بين قومه : قال الإمام النووي رحمه الله تعالي : كان أبو بكر من رؤساء قريش في الجاهلية وأهل مشاورتهم ، ومحببا فيهم ، وأعلم لمعالمهم ، فلما جاء الإسلام آثره علي ما سواه ، ودخل في أكمل دخول ”
إستقامته في الجاهلية :
قالت عائشة رضي الله تعالي عنها : ” والله ما قال أبو بكر شعر قط في جاهلية ولا في إسلام ” ولقد ترك هو وعثمان شرب الخمر في الجاهلية ”
معني هذا أن سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه قد حرم الخمر علي نفسه في الجاهلية ”
إسلامه:
لقد أسلم أبوبكر الصديق في أوائل الدعوه وهناك إختلاف فيمن أسلم أولا هو أم علي بن إبي طالب لكن المعروف وتم الإجماع عليه أن السيدة خديجة هي أول من أسلمت من النساء وسيدنا علي أول من أسلم من الصبيان وسيدنا أبوبكر رضي الله عنه وأرضاه أول من أسلم من الرجال
تسميته بالصديق :
قال مصعب بن الزبير : ” إجمعت الأمة علي تسمتيه بالصديق ”
وسمي بالصديق لموقفه الشهير يوم الإسراء والمعراج عندما جاءه المشركون فقالوا له ” هل لك إلي صاحبك ؟ يزعم أنه أسري بيه الليلة إلي بيت المقدس قال “أوا قال ذلك ؟ ” قالوا : نعم ، فقال : ” صدق ، إني لأصدقه بأبعد من ذلك بخبر السماء غدوة وروحه ” فلذلك سمي بالصديق ”
فضائله :
فضائل سيدنا أبوبكر الصديق كثيره ولكن من أهمها
11- ثاني اثنين : يقول الله تعالي : ” ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ” صدق الله العظيم : يقول أبوبكر في هذا الموقف : قلت للنبي صلي الله عليه وسلم ونحن في الغار لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا : فقال ” ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما ”
2- أول من صلي مع النبي صلي الله عليه وسلم
33- عتيق الله من النار وهكذا قال النبي صلي الله عليه وسلم عندما دخل عليه ابا بكر فقال له ” انت عتيق الله من ا لنار ” لذلك سمي : عتيقا ”
44- سيد كهول اهل الجنة : عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم ” قال ” أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والأخرين ، ما خلا النبين والمرسلين ، لاتخبرهما ياعلي ”
55- هذان مني السمع والبصر ” عن عبدالله بن حنطب : ” أن البني صلي الله عليه وسلم رأي أبابكر وعمر فقال : هذان مني السمع والبصر ”
صفحات مضيئة في حياته :
الموقف الأول : يقول علي بن إبي طالب ” لقد رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم وأخذته قريش فجأت وهذا يتلتله “أي يحركه ويزعزعه من مكانه ” وهم يقولون : أنت الذي جعلت الالهه إلها واحدا ؟ قال : فوالله ما دنا منا أحد إلا أبوبكر ، يضرب هذا ويتلتل ويبعد هذا وهو يقول : ويلكم ” أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ” ثم رفع علي برده كانت عليه ، فبكي حتي أخصلت لحيته
الموقف الثاني : يوم بدر :
في يوم بدر كان عبدالرحمن بن ابي بكر مع المشركين ، فلما أسلم قال لأبيه لقد أهدفت لي يوم بدر أي “أشرفت لي يوم بدر” فانصرفت عنك ولم أقتلك فقال أبو بكر لأبنه عبدالرحمن لكنك لو أهدفت لي لم أنصرف عنك ” وفي هذا الموقف يتجلي إيمان ابي بكر الذي كان مستعدا لقتل أبنه في المعركه وفي هذا تقديم لمحبة الله ورسوله علي كل ما سواهما ليحقق حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم حينا قال ” لايؤمن أحدكم حتي أكون أحب إليه من نفسه ”
الموقف الثالث : يوم وفاة النبي
كان عمر يكلم الناس وينفي موت النبي صلي الله عليه وسلم فخرج ابا بكر وقال له أجلس ياعمر فابي عمر ان يجلس فقال إجلس ياعمر فتشهد فقال أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لايموت : وتلي قول الله تعالي : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل إنقلبتم علي أعقابكم ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ” صدق الله العظيم
وكأن الناس لم يعلموا أن الله عز وجل أنزل هذه الآية حتي تلاها أبوبكر فتلقاها الناس كلهم فما نسمع بشرا من الناس إلا يتلوها وقال عمر بن الخطاب ما هو الا ان سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتي ما تقلني رجلاي وأهويت الي الأرض وعرفت حين سمعته تلاها ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد مات
الموقف الرابع : أيام الردة :
بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم إرتدت طوائف كثيرة من العرب عن الإسلام ومنعوا الزكاة فنهض ابوبكر لقتالهم فأشار عليه عمر وغيره ان يفتر عن قتالهم فقال ابوبكر قولته المشهور : والله لو منعوني عقالا أو عناقا كانوا يؤدونها إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم لقاتلتهم علي منعها
وعقد رضي الله عنه الالوية للقتال علي جميع الجهات ولم تشهد الصحراء في حياة النبي صلي الله عليه وسلم مثيلا لهذه المعارك الطاحنة فقد إتسعت ميادينها وتتابعت إمدادها وفدحت مغارمها وكثرت ضحاياها حتي تحقق النصر للاسلام وكسرو شوكة المرتدين فعاد من عاد الي الاسلام وهلك من هلك بعيدا عنه وما هي إلا سنوات قلائل حتي كان الإسلام ملء البر والبحر ملء السمع والبصر بينما عاشت الأديان الأخري علي هامش الحياة
ومواقفه الأخري كثيره علي سبيل المثال لا الحصر ولانستطيع التفصيل أكثر من هذا
موقفه في جمع القرأن الكريم
خوفه من تناول الحرام
أنفاقه في سبيل الله تعالي ودفعة لثمن بلال وهو عبد لاميه بن خلف سيد بلال وإشتراه منه وأعتقه
يقول عمر بن الخطاب : أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ان نتصدق ووافق ذلك عندي مالا فقل اليوم أسبق أبا بكر لأني لم أسبقه يوما قال فجئت بنصف مالي فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك ؟ قلت أبقيت مثله وأتي أبوبكر بكل ما عنده فقال له النبي صلي الله عليه وسلم يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ قال أبقيت لهم الله ورسوله فقلت لا أسبقه الي شئ أبدا ”
وصيته لعمر وهو علي فراش الموت :
لما حضر ابا بكر الصديق الموت دعا عمر فقال له : ” إتق الله ياعمر ، وإعلم أن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل ، وعملا بالليل لايقبله بالنهار ، وأنه لا يقبل نافلة حتي تؤدي فريضة ,وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة بأتباعهم الحق في دار الدنيا وثقله عليهم ……………… الخ ”
اللحظات الأخيرة في حياته
قال سيدنا ابا بكر في لحظاته الاخيره أنظروا ماذا زاد في مالي منذ دخلت الامارة فإبعثوا به الي الخليفة من بعدي تقول عائشة رضي الله عنها نظرنا بعد وفاته فإذا بعبد نوبي وبعير كان يسقي له بستانا له فبعثنا بهما الي عمر فقال عمر ” رحمة الله علي ابي بكر ، لقد أتعب من بعده تعبا شديدا ”
وعن عائشة رضي الله عنها قالت ” إن ابا بكر لما حضرته الوفاة قال : أي يوم هذا ؟ قالوا : يوم الاثنين ، قال : فإن مت من ليلتي فلا تنتظروا بي للغد ، فإن أحب الأيام والليالي إلي أقربها من رسول الله صلي الله عليه وسلم ”
ثم قال لعائشة : أغسلي ثوبي هذين وكفنيني بهما ، فإنما أبوكي أحد رجلين : إما مكسو أحسن الكسوة أو مسلوب أسوأ السلب :
وأوصي عائشة أن يدفن إلي جنب رسول الله صلي الله عليه وسلم لما توفي حفر له وجعل رأسه عند كتف رسول الله صلي الله عليه وسلم وألصق اللحد بقبر رسول الله :
وصلي سيدنا عمر رضي الله عنه علي ابي بكر بين القبر والمنبر ، وكبر عليه أربعا
توفي ابو بكر رضي الله عنه وأرضاه ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء لثمان ليال بقين من جمادي الأخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين عاما رحمه الله ورضي عنه وحشرنا في زمرته