كتب أحد الجنود رسالة تم العثور عليها في ملابسه بعد استشهاده في الحرب يقول فيها :
(( إن مُتّ … لا تصدقوا كل شيء ، فإن قالت لكم أمي في برنامجٍ تلفزيونيٍّ سخيف : كان يتمنى الشهادة … لا تصدقوها .
( الوطن غالي نعم؛ وواجبنا الدفاع عنه؛ أيضا نعم ؛لكن لم أتمنى أن أموت) ، وأنا مثلكم أحب الحياة ؛ولا أتمنى أن أموت ، لكنّ المذيعة ذاتَ الحُمرةِ الفاقعة أقنعتها ان تقول عني ذلك.
أما المسؤولون أصحاب ربطات العنق؛ والعطر الفواح … فلا تصدقوهم أبدا ؛ وهم يتغنّوا بروحي القتالية العالية ؛ وحبي للوطن في حفل التأبين؛ أترونَ طقمه الأنيقَ ذاك ؟؟؟؟
لقد اشتراه من سرقة المعونات المخصصة لنا ، نحن أبناء الفقراء في هذا الوطن …
أما أبنائه فهم إما في الخارج أو متخفين بألبسة مموهة في الكافيهات والمقاصف.
أما سيّدي المقدّم فربما كانَ حزنه صادقاً قليلاً؛ فقد خسر برحيلي مبلغا كنت أعطيه إياها على شكل هدايا أو ( رصيد شحن موبايل ) كي آخذ بعضا من حقوقي.
وهؤلاء الذين يطلقون الرصاص في الهواء ، ترى من هم ؟؟؟ … أتعرفونهم …
لم أرهم أبداً في أي معركة !!! …
كما أني لم أكنْ بطلاً كما يقولون ولا أعرف شيئا عن البطولة أو شعارات التطبيل والتزمير لكن حب الوطن و البندقيةِ هم إغواء / كما النساء/ تستفزُّ الرجولةَ الحمقاء.
إن مُتّ … برصاصٍ رُبَّما؛ أو بقذيفةٍ سقطت مصادفةً بقربي ، أو إنْ مُتّ قهراً … لافرق عندي …
لا تصدقوا سوى تنهيدةَ أمي عندما تكون وحيدة؛ وانكسار أبي ودموعه الباردة جدا …
………..
٢٢ رمضان ١٤٤٠
بالتصرف