إعداد/ محمد مأمون ليله
أقولها بكل وضوح كما قلتها من قبل مرارا وتكرارا: لا ينبغي لطلاب العلم، وخاصة طلاب الحديث، ولاسيما من كان منهم على منهج أهل النظر من الأئمة النقاد الكبار، أن ينتموا إلى جماعات، أو إلى أحزاب؛ لأنهم أشد الناس حرصا على وحدة الأمة، ولزوم الجماعة، ولا ترضى أنفسهم ذلك، ولو كانوا كذلك لما قبلت الأمة علمهم، ولا أجمعت على عدالتهم وفضلهم. وإذا كانوا في علمهم يأبون أن يقتدوا بغير الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم يقفون عند أمره ونهيه لا يتجاوزونه، فهل يُتوقع منهم أن يقتدوا بقول فلان أو فلان في دنياهم؟ وقد تواتروا على هذه الأمور منذ نشأتهم، وقبلوها وتوارثوها من سادتهم، وإني أقول بقولهم، وأقتدي فيما ذكرته بهم، فلا تصنفونا فأنفسنا تأبى ذلك، وما نحن إلا من أهل السنة وكفانا ذلك.