يتعرض المواطن لكم هائل من المعلومات من مصادر مختلفة ومتنوعة، ما قد يؤدي إلى تشويش ذهنه نظرًا إلى كثرة المعلومات، لكنّه لا يفهم ولا يستوعب ولا يدرك بعمق وشمولية حقيقة ما يحدث.
فيأتي التحليل والنقد ليحقق مهمة تعريفه وشرح ما يحدث له، إذ تشحن المعالجة التحليلية- التفسيرية للأبعاد المختلفة للحدث بمضمون يُثري معرفة المواطن بها، ويعمّق فهمه لها، ويحشد حول هذه التغطية قوى وشرائح واسعة مهتمة ومعنية بالأبعاد المختلفة للحدث ،وربما الغد أصبح مرتعا خصبا ومطبخا لإنتاج الأزمات التي يزداد عددها وتتنوع في توجهاتها وهذا مايستدعي توفر إرادة حقيقية وجهودا منظمة لمواجهتها.
وتحدث أغلب الأزمات في المجتمعات والأنظمة نتيجة تغييرات مفاجئة تطرأ في بنائها الداخلي أو الخارجي بعيدا عن التوقع أو فرض لتجنبها , وكثيرًا ما يقال إن كل أزمة تحتوي بداخلها بذور النجاح وجذور الفشل أيضًا . إن مجالات كثيرة ومتعددة ولا نستطيع حصرها أو تصنيفها بل يمكن القول إن الأزمات المرتبطة بالإنتاج قد تأتي عن فشل مفاجئ أو عوارض أجنبية أو إهمال تاريخي أو وباء أو كوارث بشرية أو طبيعية.
كما أن بعض الأزمات تحدث خارج نطاق سيطرة الجهات المعنية ، وقد تحدث بعض الأزمات نتيجة تسرب معلومات هامة وأحيانًا سرية كاستراتيجية ومن شأن ذلك لا يجب أن يكون المواطن مُطّلعًا على أخبار الأحداث ومدركًا وفاهمًا ومستوعبًا لأسبابها وعواملها، بل يكون محصنًا أيضًا ضدّ أيّ خطابٍ إعلامي مختلف، وتزويده بالمعلومة الصحيحة نتيجة وضوح الفكرة في ذهنه من خلال المعلومة الصحيحة والتحليل السليم.
كما يجب على الإعلام في هذه المرحلة التمهيد إلى النتائج المتوقعة للحدث بغض النظر عن طبيعة هذه النتائج. كما تفسح وسائل الإعلام المجال أمام كل ما يساعد على استجلاء الحقائق وتوضيحها، سواء أكانت مواد إيضاحية مفسرة أو تحليلات وآراء الخبراء، إضافةً إلى مواقف المسئولين وصانعي القرار تجاه الأزمة,وإذا كانت الأزمة قد اختفت أو انتهت، فإنّ آثارها ذات حضور قوي، وبالتالي تمارس تأثيرًا.
لذلك لا يجب أن تتوقف وسائل الإعلام عند مجرد تفسير الأزمة والتعامل مع عناصرها، بل يجب أن يتخطى الدور الإعلامي هذا البعد ،مهمة الإعلام الأساسية في أوقات الأزمات أيا كان نوعها هي جعل المعلومات التي تريد إرسالها معروفة ومفهومة لدى المرسل إليه وحتى تحدث تفاعلا وأثراء، ويعتمد العمل الإعلامي استخدام الرموز، والكلمات، والصور، وغيرها، لنقل أفكار ومعلومات وخبرات يتفاعل بمقتضاها متلقي ومرسل الرسالة في مضامين اجتماعية معينة ومفاهيم متساوية ومتقاربة لدلالات الرموز ومضامينها، بحيث تتوافق مضامين الرسالة عند المرسل والمتلقي بما يحقق فهم المعلومات.مهمة الإعلام تتضمن عرض الحقائق بالأسلوب الإعلامي الذي يبعث على الأمان والطمأنينة وتهدئة الرعب والخوف.
أما بعد الأزمة يقوم الإعلام بدراسة إنجازاته والتركيز على الجوانب الإيجابية لتنميتها ومعالجة أوجه القصور السلبية.