عُقد بمقر مجلس الوزراء، مُؤتمر صحفي حول الإجراءات الحُكومية المُتبعة في ضوء توقعات الطقس السيىء خلال الأيام المقبلة، وذلك بحضور الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، واللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، والدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وأسامة هيكل وزير الدولة للإعلام، والطيار محمد منار عنبة، وزير الطيران المدني، وكلٌ من رئيس هيئة الأرصاد الجوية، ومدير التنبؤات بهيئة الأرصاد، ورئيس قطاع التخطيط في وزارة الري.
وفي مستهل المؤتمر الصحفي، نوه وزير الإعلام إلى قرار رئيس الوزراء أمس، بتعطيل الدراسة يوم الخميس بالمدارس والجامعات نتيجة الظروف الجوية التي من المتوقع أن تتعرض لها البلاد يوم الخميس والجمعة وقد تمتد لأيام أخرى، لافتاً إلى أن المُناقشات خلال جلسة اجتماع مجلس الوزراء اليوم بحثت توقعات الطقس السيئ، لذا ارتأت الحكومة وقررت أنه من الأفضل اعتبار غدٍ الخميس إجازة عامة على مستوى الجمهورية، عدا الجهات التي يقتضي عملها التعامل مع الأزمة.
وأوضح أسامة هيكل أن هذا المؤتمر الصحفي يهدف إلى توضيح كل ما يتعلق بالقرار المُتخذ في ضوء الظروف المناخية المتوقعة، ليعلم الرأي العام جدية الموضوع، ويكون شريكاً، ويلتزم المواطن بالإجراءات المطلوبة، وهي أن تكون مغادرة المنزل ـ في هذين اليومين ـ في إطار الحدود القصوى وليس للتنزه، ودعا الوزير الحضور لتوضيح الحالة التي سيكون عليها الجو ابتداء من وقت متأخر هذا اليوم، والإجراءات التي سيتم اتخاذها لمواجهة هذه الظروف غير المسبوقة.
من جانبه أوضح وزير الري أن هطول أمطار بكثافة تصل إلى 15 ملم يُسبب أمطاراً غزيرة، وتتضاعف لتصل درجة السيول إذا بلغت الكثافة ما بين 40 أو 45 ملم وهذا هو المتوقع، لافتاً إلى أن ما تقوم به الوزارة وأجهزة الدولة هي إجراءات تهدُف إلى التخفيف من الأضرار، لحماية المواطنين والمنشآت، وليس منع المخاطر، فما تواجهه مصر هو ظاهرة طبيعية يتعرض لها العالم.
وتطرق الوزير إلى عدد من الإحتياطات التي قامت بها وزارة الري لمُواجهة تلك الظرُوف المناخية الطارئة، من بينها تقليل التصرفات من بحيرة ناصر لاستيعاب كميات الأمطار في مجرى نهر النيل، والترع، والمصارف، وتخفيض مُستوى البحيرات، وكذلك الاستفادة من السدود المقامة خلال السنوات الأربع الماضية، في شمال وجنوب سيناء، والبحر الأحمر، والصحراء الغربية للتعامل مع هذه الظاهرة، ودعا وزير الري الدكتورة ايمان سيد، رئيس قطاع التخطيط بالوزارة، للتحدث باستفاضة عن تفاصيل حركة الأمطار وتأثيراتها، والتدرج المتعلق بها كل 6 ساعات.
وعرضت رئيس قطاع التخطيط بوزارة الري، توقعات نماذج التنبؤ بالطقس بمركز التنبؤ بقطاع التخطيط وخرائط الأمطار على جمهورية مصر العربية خلال الفترة من 11- 15 مارس الجاري وتصنيف المحافظات طبقاً لشدة الامطار.
وأشارت إلى أن اليوم الأربعاء من المتوقع أن يشهد هطول أمطار متوسطة على غرب البلاد وتقل شدتها كلما اتجهنا على محافظات الوجه البحري وسيناء والقاهرة وشمال ووسط الصعيد. فيما أوضحت أن غداً الخميس من المتوقع أن يشهد أمطاراً غزيرة على السواحل الشمالية وسيناء وخليج السويس والدلتا وسط الصعيد وتمتد إلى كافة الأنحاء وقد تؤدي إلى سيول على السواحل الشمالية وسيناء وخليج السويس.
كما من المتوقع سقوط أمطار غزيرة، يوم الجمعة، على السواحل الشمالية الغربية وبعض محافظات الوجه البحري وتقل شدتها على سيناء والقاهرة وشمال الصعيد، ودعت الى توخي الحذر واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتجنب الأضرار التي قد تنتج عن هذه الأمطار والتي تصل إلى سيول خاصة في السواحل الشمالية والمناطق ذات الطبيعة الجبلية، على أن يتم تحديث التنبؤ خلال الأيام القادمة.
وأضافت رئيس قطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية والري أن استمرار الأمطار لمدة يومين يضاعف من درجة الخطورة، بسبب تشبع الأرض بماء الأمطار حيث تقل درجة امتصاصها للمياه، كما تقل القدرة الاستيعابية لشبكات الصرف، لافتة إلى أنه يتم متابعة أخبار الأمطار كل ست ساعات، وكيفية الاستعداد لحركتها، ومن المقرر أن تنحسر الأمطار في اليوم الثالث، السبت، لتصل إلى 5ملم، وهي كميات معتادة نراها بشكل متكرر في مناطق كثيرة بالجمهورية.
وأوضحت أنه يتم إبلاغ المحافظات التي ستتعرض للكميات الأكبر من الأمطار من أجل رفع جاهزيتها واتخاذ احتياطاتها اللازمة من حيث توافر المعدات، منوهة إلى أن محافظات: الوادي الجديد ومطروح والجيزة والمنيا ، ستشهد هطول أمطار بشكل كبير نسبيا، وستكون ذروة الأمطار الخميس وفقا لنماذج التنبؤات، مع تكاثر كميات الأمطار ابتداء من منتصف ليل الخميس، ومن المتوقع أن تصل الأمطار إلى الذروة في الفترة من الساعة 12 مساء الى الساعة 6 مساء الخميس في المناطق الشرقية بما فيها خليج السويس، ومع فجر يوم الجمعة ستتركز الأمطار على السواحل الشمالية، وتقل على القاهرة. كما كشفت عن وجود بعض نماذج التوقعات التي تشير وجود غزارة في الأمطار في مطروح والسواحل الشمالية تتعدى 70 ملم وهي أرقام 4 أضعاف ما يسقط من أمطار في الظروف العادية.
وخلال المؤتمر الصحفي، أشار محمد منار عنبة، وزير الطيران المدني، إلي حالة المطارات المصرية خلال الأيام القادمة إعتباراً من اليوم، مُوضحاً أن هناك خطة طوارئ مُتبعة لان ضمان الإقلاع والهبوط للطائرات من المطارات يجب أن يتم بمراعاة الحد الأدنى للرؤية والحد الاقصي لسرعة الرياح واتجاهها علي المطارات، والحد الأقصى لكمية الأمطار المتساقطة على مطارات الجمهورية.
وطمأن وزير الطيران المدني المواطنين انه سيتم مراعاة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان أمان وسلامة الجميع، مُنوهاً إلي أنه في حالة توجه أي طائرة من شركات وطنية أو شركات أخرى إلي المطارات المصرية، يتم مُراعاة تنبؤات الحالة الجوية، ويتم تحويل الطائرات إلى مطارات أخرى أو بلاد أخرى أو عدم الإقلاع في حالات أخرى، نظراً لأن الأساس هو مراعاة اعتبارات الأمن والسلامة للراكبين والطائرات.
وأوضح اللواء هشام طاحون، رئيس هيئة الأرصاد الجوية أن الهيئة مسئولة عن إصدار تنبؤات الحالة الجوية على مستوي الجمهورية، مُنوهاً إلى أنه يتم متابعة حالة عدم الاستقرار في الأرصاد بدءاً من يوم السبت الماضي، حيث تم إصدار بيان مفصل بالتفاصيل الفنية لحالة عدم الاستقرار في الأرصاد الجوية يوم الاثنين الماضي تم توزيعه علي المحافظين وغرفة إدارة الأزمات بمجلس الوزراء، ووسائل الإعلام، وكل القطاع المدني وقطاعات الدولة حتي يتسني لجميع الجهات إتخاذ الإستعدادات المطلوبة لمواجهة حالة عدم الاستقرار المتوقعة، وكذا التنسيق مع وزارة الطيران المدني لتأمين حركة الطيران داخل المطارات في جمهورية مصر العربية.
وأشار الدكتور محمود شاهين، مدير مركز التحاليل والتنبؤات الجوية في هيئة الأرصاد الجوية، إلي ان المركز يعمل بشكل دوري على مدار الساعة، لافتاً إلى أنه تم إصدار بيان بالحالة قبل 72 ساعة من وقوعها للتنبيه على شدة حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، مُوضحاً أن توزيعات الحالة الضغطية لجمهورية مصر العربية تُشير إلى أن مصر محصورة في كميات الرطوبة، حيث عادة فإن البحر الأحمر والبحر المتوسط يقومان بحماية مصر من حالات عدم إستقرار عنيفة جداً قادمة من الجزء الشرقي الجنوبي من الجزيرة العربية، أو من الجزء الشمالي الغربي من دول أوروبا، إلا أن هذه المرة فإن سبب عدم الاستقرار في الأحوال الجوية يأتي بسبب البحرين الأحمر والمتوسط نتيجة كميات الرطوبة المرتفعة الموجودة في هذه الحالة، والتي تعمل مع وجود المنخفض الجوي المتعمق الموجود على سطح الأرض، والذي يتزامن معه في نفس الوقت في عامود الهواء منخفض أخر متعمق في طبقات الجو العليا، هو ما يدل على حالة شديدة من حالات عدم الاستقرار.
وفي الوقت نفسه، أوضح مدير مركز التحاليل والتنبؤات الجوية في هيئة الأرصاد الجوية إلي أن الهيئة لا تبالغ في وصف الأحداث المتوقعة، حيث إن كمية الرطوبة المرتفعة ستؤدي إلي تكوّن سحب ركامية ضخمة، مُضيفاً أنه مُتوقع سقوط أمطار شديدة الغزارة تصل إلى ما يزيد عن 45 ملم في القاهرة، مقارناً الوضع بالأمطار التي سقطت في شهر أكتوبر الماضي والتي وصلت كمياتها إلى 45 ملم، هذا بالإضافة إلى كميات أكثر علي المناطق الساحلية الشمالية، والتي قد تصل إلى مرحلة السيول في المناطق المعنية بالسيول في محافظات جنوب البلاد، وسلاسل جبال البحر الأحمر، وسيناء نظراً للطبيعة الجغرافية الخاصة بتلك المناطق، مُوضحاً أن سقوط الأمطار بغزارة على مدار 3 أيام، سيُحول الحالة إلى سيول.
وإختتم الدكتور محمود شاهين حديثه بأن حالة المناخ تعتبر طبيعية لهذا الوقت من العام في شهر مارس وبنهايات فصل الشتاء وبدايات فصل الربيع في 21 مارس وهو فصل تقلبات جوية حادة وسريعة، لافتاً إلى أنه لم تحدث وأن جاءت حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية بهذه القوة منذ عام 1994.
وتطرق اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، إلى الإجراءات التي بدأ اتخاذها في المحافظات لمواجهة سقوط الأمطار خلال الأيام المقبلة ، حيث تم التنسيق مع هيئة الأرصاد، ووزارة الري، وتم إعلان حالة الطواريء في جميع الجهات الخدمية وكذا التنسيق مع مديريات الأمن والحماية المدنية والقوات المسلحة.
ولفت إلى أن الصفحات الخاصة بالمحافظات تقوم بتحديث الأخبار الواردة عن حالة سقوط الأمطار المتوقعة ومدى خطورتها، فيما بدأت المحافظات في توزيع المعدات في مناطق تجمع المياه في المناطق التي لوحظ تجمع المياه فيها في المرات السابقة لهطول الأمطار، مع وجود خطة بكل محافظة لسرعة الانتقال والتعاون مع الأجهزة المعنية في حالة الطواريء.
وأكد الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، خلال المؤتمر الصحفي، أن ما ننتظره هو حدث طارئ، ودليل هام على حجم تأثيرات التغيرات المناخية التي تحدث في العالم، واستعرض الوزير عدداً من الاجراءات الوقائية التي ستقوم بها وزارة الإسكان وأجهزتها لمواجهة هذه الظروف، وتقليل تأثير هذا الحدث الطبيعي، موضحاً أن الأمر قد يستلزم في هذه الحالة من الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي تخفيض الضغوط على شبكة المياه في بعض المناطق المتوقع تأثرها، وذلك لتقليل حجم التصرفات داخل شبكة الصرف الصحي، مع قطع المياه في بعض المناطق والتنويه عن ذلك في توقيتات مناسبة عبر وسائل الإعلام، لافتأً إلى أن شبكة الصرف الصحي مُصممة للتعامل مع أعلى معدلات من الصرف الصحي، وبعض الاستيعاب لكميات الأمطار التي لاتصل إلى الكثافة المتوقعة خلال الأيام المقبلة.
وأضاف وزير الإسكان أن هطول الأمطار بغزارة كما يُسبب السيول في بعض المناطق، فإنه يسبب الجريان السطحي للمياه في مناطق العمران، وبالتالي تجمعات المياه في الشوارع والطرق الرئيسية، والتي من المفترض أن تصرف في شبكات الصرف الصحي، وأكد الوزير أنه تم رصد الأماكن التي تشهد تجمعات لمياه الأمطار، وهناك جاهزية للمعدات للتعامل مع ذلك، وتم إعادة توزيع تلك المعدات في المحافظات والمناطق الاكثر تأثراً بالحدث، كإجراء وقائي يتبع في إطار هذه الظروف الاستثنائية.
وفي ختام المؤتمر الصحفي، أكد أسامة هيكل وزير الدولة لشئون الإعلام، أن هذا المؤتمر الصحفي، هو جانب هام من إدارة الدولة لهذه الأزمة، حيث جاء بهدف نقل جانب بسيط من مُناقشات اجتماع مجلس الوزراء اليوم للمواطن والرأي العام، باعتباره طرفاً في ذلك كله، داعياً وسائل الإعلام إلى الإستفادة من الجداول والبيانات التي تم عرضها خلال هذا المؤتمر عن كثافة الأمطار وشدتها في مناطق مختلفة في أنحاء الجمهورية، ومؤكدأً أن هيئة الأرصاد الجوية ترصد تلك التغيرات المناخية منذ السبت الماضي، بتطوراتها وأن توقيت الافصاح واتخاذ القرار جاء بعد أن توافرت لدى الحكومة أقرب نتائج مُمكنة، مشدداً على أن الدولة لا تخفي شيئاً، وتطالب المواطنبن بتوخي الحذر، وعدم مغادرة المنزل سوى للضرورة القصوى، حفاظاً على سلامتهم، وحتى تتمكن الأجهزة المعنية من اتخاذ اجراءاتها والتحرك إذا استدعت الضرورة.