أصيبت معظم طوائف الشعب المصرى بصدمة نفسية بالغة الأثر عقب نشر الصحف خبرا عن حضور ثلاث وزيرات من الحكومة المصرية حفل المطربة العالمية جينيفر لوبيز فى مصر والذى أقيم بمدينة العالمين الجديدة وذلك بعد ساعات قلائل من فاجعة مصر وشعبها أثر التفجير الإرهابى الحقير أمام معهد الأورام والذى أودى بحياة عدد من المصريين الأبرياء شاءت يد الأرهاب الأسود ان تسيل دماؤهم الطاهرة على ثرى الوطن وليكن حديثنا ” عود على بدء “
وهنا لابد من الاعتراف بأن لكل إنسان حرية شخصية وقد نصت المادة 39 على أن «الحرية الشخصية حق طبيعي، وهي مصونة لا تمس،
ولكن إن كان الشخص صاحب منصب سياسى ووضعية اجتماعية خاصة بين أفراد المجتمع فأعتقد أن عليه واجبات أكثر تفوق المواطن العادى
وهنا لزاما علينا أن نعرف السياسى
” هو ذلك الشخص الذي يشارك في التأثير على الجمهور من خلال ما يشغله من منصب صنع القرار في الحكومة أى انها شخصية مهتمة بشؤون الجماعة
” فالسياسة هي بالمعنى الأقرب هي طريقة التعامل في المجتمع فهي الطرقة التى تستخدمها الشخصية السياسية في حل المشاكل و صناعة القرارات تكون في خدمة المجتمع.”
ومن أهم صفاتها الشخصية السياسية أن تكون لديه الموهبة، أي أن الفكر والفهم السياسي موهبة، يستوعب وجهات النظر المختلفة والمهم
” أن يكون قريب من نبض الشارع “
وليكن حديثنا الآن ” عود على بدء “
لقد سجل فخامة الرئيس السيسى عبر حسابه الشخصى عقب الحادث الإرهابى أمام معهد الأورام كلمات تنبع من نفس مصرية خالصة تشعر وتتوجع لآلام شعبه وما ينزل به حيث قال :
«أتقدم بخالص التعازي للشعب المصري ولأسر الشهداء الذين سقطوا نتيجة الحادث الإرهابي الجبان بمحيط منطقة القصر العيني أمس أتمنى الشفاء العاجل للمصابين، وأؤكد على أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها عازمة على مواجهة الإرهاب الغاشم واقتلاعه من جذوره متسلحة بقوة وإرادة شعبها العظيم”
وهنا نلحظ الحس الوطنى النابع من إحساسه الصادق بأنه راع مسؤول عن رعيته يفرح لفرحهم ويحزن لاحزانهم
فكان لزاما على بعض من أعضاء الحكومة أن تقتدى برئيسنا وتسير على نهجه الوطنى المخلص فليتنا نشاركه ” هموم وآمال قائد محب لوطنه وشعبه”
غير أن نسيان البعض ممثل فى الوزيرات الفضليات لمقتضيات المنصب السياسى وتسرعهن بحضور حفل المطربة العالمية جينيفر لوبيز كان له مردود عكسى لدى المواطن المصرى حيث رسخ صورة ذهنية لديه بأن
” بعض من ممثلى الحكومة فى وادى والشعب فى واد آخر “
فأعتقد أن الأمر كان يحتاج لشىء من التروى والحس السياسى من جانب معالى الوزيرات الفضليات تعبيرا منهن عن مشاركتهن الفاعلة والصادقة مشاعر الأحزان التى سادت مصر وشعبها على أثر الحادث الإرهابى الأليم والذى أودى بحياة مواطنين أبرياء
فالفرق بين الحرية الشخصية والبعد السياسى ومتطلبات المنصب فرق دقيق جدا كشعرة الرأس لا يدركها إلا سياسى محنك
فلم يكن هناك اى داع لحضورمثل هذا الحفل حتى ولو كان حفل احتفال المطربة العالمية جينيفر بعيد ميلادها فى مصر والتى تراوح سعر تذكرة حضورالحفل والذى أقيم بالساحل الشمالي، بين 2000 جنيه إلى5000 جنيه. كان الأولى بالحضور جميعهم تقديمها كتبرع لاعادة إعمار ما خلفه الارهاب الأسود بمعهد المصريين لعلاج الأورام