كتبت / نسرين يسرى
كلنا يمشي بين الناس بقصة وربما بمأساة حقيقية تكاد ُتنهد من ثقلها الجبال.
لا يدري احدنا عما بداخل الاشخاص الذين يمرون بنا او حتى ممن يعيشون بيننا.
هل فكرت يوما أن تعذر إمرأة منفعلة ،لا تطيق كلمة من أحد ويُشار اليها انها سليطة اللسان أو مُثيرة للمشاكل؟
هل جربت أن تسرح بخيالك وتفكر فى احوال من حولك ممن هم من اقرب الناس اليك ولكنهم قد يكونوا ابعد ما يكونوا عنك بافكارهم ومشاكلهم وبعض العقد النفسية لديهم.
قد تجد مثلا أن ابنتك فى لحظة ما وكأنها كائن غريب عنك تماماَ، أو أن تشعري أن ابنك غريب الاطوار ولا تفهمين ما يدور فى ذهنه تلك اللحظة يتحدث فيها اليك والتى قد يكون فيها فى عالم لا تدرين عنه شيئاً.
هناك ازواج عاشوا عشرات السنين معا وفجأة يتحول احدهم عن الطرف الاخر ليصبح انسانا غريبا تماما عن شريك عمره، هكذا وبدون مقدمات ولكنه فى الحقيقة لا يحدث فجأة هناك تاريخ طويل جدا من الاحباطات التى تكونت لدى احدهم وكأنها احجار تُرص فوق بعضها البعض لتصبح مع الزمن جدار يعلو ويعلو حتى لا يصبح الطرف الاخر موجود اصلا.
اذا كنت ممن يعيشون مع اخرين ولا يكادون يشعرون بمن حولهم اقول لهم افيقوا قبل أن تستيقظوا على حوادث مرعبة قد تكون أنت نفسك بطلها.
كل الحوادث والقضايا التى تُعرض على شاشات التلفاز أو سُطّرت أحداثها على صفحات الجرائد, أبطالها هم أشخاص كانوا طبيعين مثلى ومثلك, لم يخطر ببالهم للحظة أن يُشار اليهم بكلمة مجرم , قاتل , أو مُتهم.
لم يخطر ببال أحدنا أن يكون مجرد رقم فى عدد ضحايا حادث ما.
كُلنا يرى الاحداث من بعيد ولا يخطر بباله أبداً أنه يوما ما قد يكون فى قلب الحدث.
أدعوكم للحظة تأمل فى تلك الضوضاء الحياتية التى تعيشونها.
فكروا فى أنفسكم, فيمن حولكم, في أحوالكم وأسألوا أنفسكم هل أنتم واعون؟
بعض الناس تعيش وتموت وهي مُساقة طوال الوقت بتعاليم تُلقى اليهم من المجتمع والعرف دون أن يفكروا فيها, يساقون كأنعام.
كلنا مشغولون بالخارج, خارج اوطاننا, خارج بيوتنا, خارج حتى أنفسنا.
ليس عندنا وقت كي نعيد حساباتنا إذا ما جد جديد, وانما نسير على نفس النهج ونفس الوتيرة لنستيقط ونجد كل من حولنا وجوه بلا ملامح.