كتبه / محمد لطفي خضر
” وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُم ”
من الظواهر السلبيه جداً داخل مجتمعنا التقليل من شأن الآخرين وسرقة مجهودهم والأنانية وحب الذات وحب الظهور .
يظهر هذا بشكل واضح وبنسبة كبيرة في مجتمع العمل الحكومى وهو ما يؤدي إلى الفشل فى النهاية . نادراً مانجد روح الفريق الواحد والتفانى والإخلاص لخدمة الجماعه لتحقيق النجاح فى النهاية . وأنا اعتبر أن القيادات هي المسئوله أولاً وأخيراً على هذا الحال المتردي .
ما معنى ان يقوم موظف بجهد رائع في عمله ثم فى النهاية يتم نسب هذا الجهد إلى القيادة العليا .
ما معنى أن يقوم موظف بتطوير الأداء والإبتكار في العمل ويتم إحباطه بكافة الأشكال والصور الممكنة والغير ممكنة .
ما معنى أن يتم حجب أفكار عديدة للتطوير الفعلى للأداء ويكون مصيرها الأدراج وتظهر للنور أفكار واهية هدفها الشو الإعلامي وفقط .
ما معنى أن تسود روح الحقد و” النفسنه ” بين المدير والموظفين . كيف تستقيم الأمور بهذا الشكل ؟ أين التشجيع وإبراز دور الموظفين الشباب وإظهار مجهودهم والعمل على تقلدهم مناصب القيادة .
ما معنى أن يهتم بعض المديرين ورؤساء العمل بالمظاهر والشو الإعلامي فقط .
إن من أهم مواصفات المدير النجاح حُسن القيادة والرؤية والتشاور مع فريق العمل ونقل الخبرات للآخرين والتواصل بصفة دائمة مع فريق العمل وخلق روح الأسرة الواحدة وإظهار فضل الموظفين فى الوصول إلى النجاح . وأنا هنا أضيف عليها عامل يعتبر من وجهة نظرى من أهم العوامل وهو ” التواضع ” فإننا نلاحظ في الكثير من الهيئات والمؤسسات الحكومية ظهور حالة التعالى فى التعامل بين المدير وموظفيه . فحقاً ” من تواضع لله رفعه ” ويجب أن يعلم كل فرد مهما كان ومهما وصل إلى منصب أن كل هذا فقط من فضل الله عليه فيجب أن يتواضع به – مثلما يتواضع العلماء بعلمهم . فخيركم من تعلم العلم وعلمه .
نفتقد الكثير من العوامل التى تساعد فى إنجاز وسرعة العمل منها المعرفة والإلمام الكامل بمهارات وإمكانيات كل موظف حتى يتم توظيفه فى المكان المناسب ولكن للأسف الشديد بنسبة كبيرة نقوم بتحقيق المبدأ الذي ساهم فى إسقاط الكثير من الدول الكبرى ” الرجل المناسب فى المكان الغير مناسب ” . وهو مايمثل إحباط شديد لقطاع عريض من الموظفين الذين يمتلكون مهارات ولكن لا يستطيعون التعبير عنها أو توصيلها بالصورة التى تمكنهم من تقلد وظائف تناسب مهاراتهم وإمكانياتهم .
نفتقد اختيار الأصلح والأنسب والكفاءات للمهام والمناصب ونهتم فقط باختيار أهل الثقة والقريبين من القلوب في مشهد يتكرر بشكل مُخيف .
نفتقد تطبيق ما يتم دراسته فى الدورات التدريبية التى يحصل عليها الموظفين والقيادات وللأسف الشديد لا يتم تطبيقها حيث أن غالبية الموظفين فى مجال العمل الحكومى يهتمون بالحصول على الدورات التدريبية حتى يهربوا من جو العمل الخانق والروتين اليومي لبعض الوقت وليس الهدف هو الإستفادة فنجد موظفين يحصلون على دورات لا تناسب مؤهلاتهم ولا تخصصاتهم للأسف الشديد . نجد مسميات رائعة للكثير من الدورات ” الأسلوب العلمى لحل المشكلات ” – ” إدارة الأزمات ” وللأسف الشديد حتى الآن لم نتغلب على مشكلاتنا ولم نستطيع مواجهة أزماتنا .
ما ذكرته هو بعض مشكلات الأداء الحكومى وهذا لا يعنى بالتأكيد هو فشل كافة المؤسسات والهيئات ولكننا نتحدث هنا عن الغالبية العظمى وهو ما يسبب بالتأكيد عبء على الدولة تتمنى بالتأكيد إيجاد حل لمعالجته . المهم هنا هو إرادة التغيير للأحسن ولا يبقى الحال على ماهو عليه .
وفي النهاية يجب على كل فرد مسئول أن يعمل بهذه الآية الكريمة :-
” وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ” ليكون هناك جديد بالفعل ولا يبقى الحال على ماهو عليه .
هذا ما أمكن إيراده وتيسر إعداده وقدر الله لي قوله .