بقلم / هشام صلاح
************
سؤال يجب أن نسأله لانفسنا كل يوم !
فحينما نصحو كل صباح كسالى لانريد أن نترك مضاجعنا فلنسأل أنفسنا
–هل حقا أن مصرى ؟
حينما نبدأ يومنا بتكشيره الصباح لنقابل بها الأهل والجيران فلنسأل أنفسنا
– هل حقا أنا مصرى؟ ،
فإذا ما توجهنا الى أعمالنا وبيد كل واحد منا كيس القمامة الذى حرصت الاسرة على تذكيرنا باصطحابه عند مغادرة المنزل لنسير ثم يلتفت كل من يمنة ويسرى حتى يطمئن لعدم مراقبة أحد له ثم نترك كل منا كيس قمامته أمام أحد المنازل أو وسط الطريق لنستكمل سيرنا وبكل الشموخ والاعتزاز بالذات فلنسأل أنفسنا
– هل حقا أنا مصرى ؟
ثم تحين منا لحظة الملحمة أو معركة تحديد المصير للحاق بوسيلة المواصلات ليزاحم بعضنا البعض وندفع فى طريقنا الكبير والصغير للفوز بمكان للوقوف فيه وقد تتوافر أحيانا عندنا الروح العنترية أثناء أشباكات المواصلات للحصول على مقعد فإذا ما فزنا به لنجلس ونرى مسنا أو امرأة قد رسم الزمن خطوط الشيخوخة على وجهه هنا لا نبالى ! فقلد تقمصنا دور الممثل حينما يصارع النوم فإذا بمن فاز بمقعد يغض الطرف حيلة ودهاءا وكأن النوم قهر الجفون فاستسلم لثبات مفتعل حتى لا يترك مقاعده ليجلس أحد هذين المسنين هنا يجب أن نسأل أنفسنا
– هل حقا أنا مصرى ؟
فإذا ما وصلنا الى أماكن العمل لايبدأ أحدنا عمله إلا بعد ان ينتهى من حالة الصراع التى اختارها لنفسه مكرها لا راضيا مع سندوتشات الفول وهنا يكاد بعضنا لا يرى أو يسمع أحدا ممن حوله بل قد يقسم بعضنا الايبدأ العمل الا بعد أن يرتشف كوب الشاى لهضم قذائف الفول التى اخترقت أمعاءه هنا حق لنا أن نسأل أنفسنا
– هل حقا أنا مصرى ؟
فإذا ما داهمنا وقت الراحة بعد عناء الراحة لنجلس مع زملاء العمل لنتسامر ليصب كل منا جام غضبه على الاحوال والمعيشة وارتفاع الاسعار وقلة ضمير التجار لنبدأ فاصلا من النقد لكل ما حولنا وعدم الرضا عن شىء بل وتصدير الاحباط للاخرين والعمل دون أن ندرى على نقل الشائعات – فهنا يجب أن نسأل أنفسنا
– هل حقا أنا مصرى ؟
أعتقد بعد كل تلك التساؤلات الكثيرة أصبحت الاجابة لا تحتاج الى تلقين ولنأكد على التساؤل مرة ثانية لانه قد حان الوقت لتغيير الجواب !
– هل حقا أنا مصرى ؟ – أعتقد أن الاجابة أصبحت واضحة !!!! .
ليعيد كل منا أمام مرآة من ضميره اليقظ إلى ذاته مصريته الأصيلة ولن يكون ذلك باستدعاء أخلاق الاباء والاجدادالتى تربوا وتربينا عليها ، باستدعاء حب الاسرة والتقرب اليها ، باستدعاء شهامة ورجولة المصرى وحبه لجاره ولابناء منطقته وزملاء عمله
وليؤمن كل منا أن مصر لابد من أن تكون بنا قبل أن تكون لنا ،
فلنترك ولنتنازل عن سلبيتنا وليكن كل منا العنصر الايجابى الفعال فى منزله وبين أسرته وفى مكان عمله دونما النظر لتخاذل الاخرين
واليوم مصر على أعتاب اختيار رئيسها لفترة رئاسة جديدة – فلتشارك بايجابية ولتفكر فى كل ما تحقق من حولك سواء بعبورنا الى بر الامان بعد فترة مرت بنا كدنا أن نكون خارج التاريخ ولتمعن فكرك فيما تحقق وسيتحقق من مشروعات عملاقة تم إهمالها وإغفالها عبر سنوات مضت لتبدأ مصر اليوم بناء وتشكيل مستقبلها بعد حاضرها
فلنعيد للذاكرة مرة أخرى شعار ( أبدأ بنفسك ) ولنجعل إخلاصنا لمصريتنا
العنوان الحقيقى لاخلاقك ، فلنحاول ولو بالجهد القليل فقليل اليوم كثير الغد لنعيد صياغة الاجابة الصحيحة عن السؤال هل حقا أنا مصرى ؟
ولنقلها بل نجهر بها – نعم – نعم – أنا مصرى بالفعل قبل القول بفكر ووعى جديدين
فأبدا لن تكون مصر الا إذا صرنا مصريين ، فلتكن مصر بكم لتكن لكم