كنت متجوز ومراتي ماتت وتركت لي فى رقبتي ثلاثة أولاد.
كنت عامل بشتغل عند كل واحد شوية لحد مافيه باشا من البشوات الكبار شاف شغلى عنده فى المزرعة بتاعته وعجبه شغلي أوى . قالي متروحش عند حد تاني وخليك معايا على طول واشتغلت عنده فى المزرعة بتاعته كل يوم اطلع بعد الفجر وارجع بالليل شقيان وتعبان وراضي بنصيبي وقلت الحمد لله اني لقيت شغلانه فى مكان واحد بدل ما كل يوم فى مكان شكل .انا من الناس اللى بتستحمل وعندى صبر كبير وراضي بقليلي وكل همي عيالي فى الحياة نفسي اشوفهم سعداء واحسن حد فى الدنيا.
هحكي لكم حكايتي وازاى بقيت من انسان غلبان بسيط حرم نفسه من حاجات كتير عشان عياله تعيش لانسان ربنا كرمه وحقق له اللى كان طول عمره كان يخاف يحلم بيه.
رحمة ربنا واسعة وخزائنه مليانه للصابرين والصالحين.
الحكاية ومافيها وبعد معاناة فى العمل ورجوعي لأولادي
ببقي فى عز جوعي ولما اشوف حاجه حلوة واجيبها ميجليش نفس أكلها وانا بعيد عن عيالي.
بخدها معايا وببقي ماشي أجر فى رجلي من التعب والجوع لحد ما اوصل البيت واقعد اقسمها مع عيالي صدقوني انا لو كلتها لوحدى عمري ماهحس بالشبع بالرغم انها ممكن تكون حاجه بسيطة لكن وانا مع عيالي بتبقي حاجه كبيرة أوى وباكل نص أكله كده على الماشي لاني لما بشوف نظرات السعادة فى وجوههم بحس اني شبعت خلاص ولما يخلصوا اشيل البواقي الفتافيت واقعد اتسلي بيها بس بعيد عنهم مش قدامهم عشان ميقولوش اني شبعت نفسي عشان هما ياكلوا.
اومال ايه مش المفروض يتقال عليا انى بطل الحكاية
مش المفروض ان يتقال عليا الأب المثالي
مش المفروض ان يتقال عليا الهرم الكبير.
كل مواصفات الدنيا الجميلة المفروض من نصيبي .
عارفين ليه؟
عشان فعلا جسدت دور الأب المطلوب منى ومن كل أب عشان يعمله تجاه اولاده.
اوعوا تستغربوا ان فيه أب كده بالعكس فيه كتير عارفين ومقدرين المسؤلية اللى عليهم وعارفين واجباتهم ناحية اولادهم وعارفين انهم جنود تستحمل وتضحى بكل حاجه عشان أولادهم يعيشوا ويبقوا سعداء.
انا بأدي رسالة ورسالة كبيرة أوى وعارف أن ربنا هيعوضني ويكافئني عشان الأمانة اللى هو ادهالي حافظت عليها .
فى يوم من الايام جمعت اولادى وحكيت ليهم اللى انا عملته عشانهم استغربوا وقبل ما يتكلموا قولتلهم مش عاوز اسمع منكم اى كلمة انا عاوز فعل والفعل الوحيد انى لما أكبر تحافظوا عليا وتخافوا عليا وحلمي الوحيد انى أشوفكم فى مناصب عاليا ومرموقه.
انتوا مديونين ليا بحاجات كتير وانا طالب حاجه واحده بس
تكافحوا وتتفوقوا وتبقوا من أفضل الشخصيات فى المجتمع.
الحمد لله مرت الايام والليالي والسنين العجاف بكل تعبها
وبقي عندى أكبر جراح وأكبر مهندس وأكفأ ظابط
مش عاوز أقولكم انا عايش ازاى دلوقتي وحياتي عامله ازاى
فعلا ربنا عوضني كتير وشوفت اللى عمرى ماشوفته فى شبابي وسبحان الله كأن الله سبحانه وتعالى كتبلي أعيش الرفاهية وانا كبير فى العمر يمكن حكمة ربنا ان مشوفش الخير والرفاهية دى واستغلهم غلط واعمل حاجات تغضب ربنا وده بفضل الله تعالى عشان خاطر أولادي ميتشردوش
انا مبسوط أوى انى كملت رسالتي وان ربنا برضوا رضاني انى عشت لحد ماشوفت عيالي كده وان برضوا عايش فى الخير اللى ربنا أجلهولي عشان اعيش فيه دلوقتي.
محدش يستعجل على رزقه وأى كبوة تحصلك اوعي تزعل وتضايق طالما ماشي على رجلك وصحتك كويسه ده فى حد ذاته نعمة كبيرة من ربنا سبحانه وتعالى.
عشان كده حافظ على نفسك وحافظ على عيالك وحافظ على لقمة عيشك ومتشلش هم الدنيا وخلي أمورك كلها على الله ومش مهم تبقي مبسوط دلوقتي وعايش فى رفاهية ممكن ربنا يكرمك زى ماكرمنى ويكون ربنا مقدرلك الخير كله
فى المستقبل بإذن الله تعالى.
“مصطفى السبع”