……………… مات الكاتب ومازالت ذكراه كوتد ضرب فى الأرض كجذر لا یتزعزع تنبت منه الذكریات وما زالت كلماته خالدة ورؤیاه لا تموت ابدا . كان عبد االله نصار الكاتب الكبیر لیس استاذا لى ولجیلى فحسب بل صدیقا افتقده اكلمه كلما ضاق بى الحال ارسل له التهنئات فى المناسبات وكأنه مازال یعیش بیننا الى الآن ، وكلما احتجت لمشورة او رأي ما ارسل له وأنا على یقین ان المیت لا یكتب لكنه الأمل فى لقاء صدیق غاب عنا بجسده لكن مازالت ذكراه خالدة لا تموت . اذكر فى آخر حوار لى معه وكنت غضب من عدم نشر مقال لى لان خط المقال قد اختلف مع خط ورؤیة رئیس تحریر ، وإذا به یفتح معى حوار ذو شجون وكان محل استغراب منى فإذا به یلطف من غضبى مبتسما وقال ” استاذ هانى المقال به نقد موضوعى ولكن مساحة النقد تضیق انا منع لى خلال شهر ثلاثة مقالات بتبریرات ساذجة وانا افكر فى التوقف نهائیا نحن الآن أسوأ من عهد الاخوان نفاق وانبطاح النقد غیر مطلوب والطبل والزمر مرحب به ” نزل الرد على كصاعقة ووجدت حجمى یتقلص أمام كاتب كبیر له تاریخ فكیف اغضب وانا التلمیذ فى مدرسته والاستاذ منعت له ثلاث مقالات خلال شهر واحد ! كان الحوار فى العاشر من ینایر لعام ٢٠١٥ .وكان مقالى الممنوع من النشر عنوانه ” سما المصرى بالونة اختبار مجلس النواب “وكنت اتوقع شكل البرلمان الحالى وقد صدق حدسى وتوقعى فى المقال . وكان رده ” ربنا كبیر وینقذنا من المنافقین ” وكانت الجملة مفتاحا لحوار وأحداث وشخصیات لم اكن اتخیلها أو فلنقل لم اكن اتخیل موقفا من شخصیة سیأتي ذكرها فى سیاق الحوار . سكت الكاتب الكبیر برهة وكأنه یتذكر حدثا أراد به درسا لى ثم بدأ فى الكلام وقال ” تصور انا أكتب مقالى منذ عام ١٩٨٠ ولم یمنع أو یتوقف الا فى عهد الإخوان والرئیس السیسى تصور! ” علامة التعجب الأخیرة كانت منى فلم اكن على اى حال اتوقع ان یمنع مقال لكاتب كبیر فى مقام الأستاذ عبد االله نصار و كان یلقب ” بكاتب الغلابة ” لأنه لم یبخل بقلمه ابدا دفاعا عن مظلوم . وبدأ الأستاذ فى سرد قصة حدثت بالفعل بعض أطرافها مازالوا على قید الحیاة ، وكانت عن عصر مبارك والذى اعلم تماما انه كان معارضا للنظام ورموزه . بدأ الاستاذ فى الكلام وانا مازلت مندهشا ولكى یزیدني اندهاشا أكمل حواره ” فى عهد مبارك كانت تصلنى تحذیرات وتهدیدات ولكن لم یمنع مقالى من الدولة إلا من سمیر رجب لفترة وفوجئت ان هناك من وجه له لوما على اختفاء مقالى دون أن أشكو له ولا اعرفه . ” زاد فضولى فى معرفة من هو الشخص الأقوى من سمیر رجب ومن الذى یستطیع توجیه اللوم له لاختفاء مقالات الاستاذ ، وقبل ان ابادره فى السؤال عن الشخصیة المجهولة لى والتى وجهت اللوم بل أجبرت سمیر رجب على إعادة نشر المقالات ، وقطعا لن یكون صفوت الشریف ، فمن یكون ؟ وقبل أن اشطح بخیالى بادرنى بالقول انه ” تصور انه المرحوم اللواء عمر سلیمان ” فقلت له مندهشا .. عمر سلیمان ! .. قال ” نعم ولم أعلم ذلك إلا بعد سنتین من عمر سلیمان وآخرون وكان ذلك عام ٢٠٠٤ ” فقد وجهه حدیثة لمن منع مقال الأستاذ وقال له ” قال له كفایه كل الجرنال طبل وزمر سیب واحد یغرد خارج الزفه ” ثم اكمل الاستاذ عبد االله نصار حدیثه لى وقال ” لم اكن اعرف عمر سلیمان والتقیته وجها لوجه فى عام ٢٠٠٦بدون ترتیب فى أحد الاجتماعات ووجدته ینادى على وهمس فى اذنى وقال انت لو احتجت حاجه سیب رساله فى مكتبى” كنت مستمعا لكلام الأستاذ وانا فى دهشة من الأمر فلم اكن اعلم عن شخصیة اللواء عمر سلیمان إلا أنه أكثرهم ذكاء فى نظام مبارك ولكنى عن شخصى كنت اعتبرهم حزمة واحدة ، ولكنى ارجع لحدیث الأستاذ عبد االله نصار لانشر ما قاله لى بشفافیة بدون تغیر وهذا حق الاستاذ على فقد رحل عن عالمنا تاركا حوار لم ینشر له لذلك فالنقل بأمانه عنه هى أقل ما یجب ان تقدم له . خرجت عن انشغالى بما ذكره الأستاذ سابقا لاتلقى المزید من المعرفة فى هذا الحوار القصیر والذى دار بیننا . ” ولا تقل لأحد اى شئ انا عارف مدى الظلم التى تتعرض له وصفوت الشریف هو اللى حرض مبارك ضدك لعدم تعیننك رئیس مجلس ادارة اكثر من مره رغم اننا كنا نرى انك افضل من كل الذین مروا على الجمهوریه ولكن صفوت اقنع الرئیس علشان كده انا عارف انهم سحبوا منك السیارة والسائق .. قلت له ده حاجات صغیره قال ) والكلام للواء عمر سلیمان ( ده اقل من حقوقك وعند عودتى للمنزل وجدت السائق وسیارة الجمهوریة أسفل البیت لأنه كلمهم ووبخهم واالله لم اتحدث معه ) والكلام هنا للاستاذ عبد االله نصار ( ولا مع احد لاننى استخدم سیارتى الخاصه دائما قل ماتشاء ولكن هذا الرجل بعیدا عن موقفه معى كانت له مواقف مضیئة كثیره والعیب انه صبر طویلا وكان مخلصا لحسنى مبارك الملعون دنیا واخره .” ولكن ماذا عن وزیر الاعلام السابق ودینامو النظام صفوت الشریف ،هل كانت له وظائف محدده كوزیرا للاعلام فقط ام تاثیرة بلغ عنان السماء فى النظام السابق كما ذكرت تقایر صحفیة سابقة . وانه احد أسباب سقوط نظام مبارك
كان رد فعل الاستاذ كما عهدناه سابقا لا یخشى فى الحق الا االله تعالى اذ أكمل حدیثة فى نفس السیاق ” الوحید صفوت كان رایه یمشى على مبارك ومشى تحت مظله سوزان فى السنوات الاخیره” ثم اختتم حوارة معى وقال ” و فى التاریخ دروس وعبر لعلهم یفهمون ” . ومازالت هذة الجملة اجدها امامى عند تحلیل اى موقف او حدث سیاسى ، وجد نظام مبارك وبداخلة اشخاص یدیرون الخریطة السیاسیة بمصر وكان أغلبهم سببا فى السقوط السریع لمبارك والذى استمر حكمة اكثر من ثلاثون عاما . ولكن ما استشفیته من حوارى مع الكاتب الكبیر ان بداخل النظام كان هناك شخصیا ذكیا یحاول ان یضبط الایقاع ، كأنه قائد للاوكسترا یحاول ان یخرج لحنًا یستمر لأطول فترة ممكنه ، وقطعا نجح فى ذلك حتى وان كان اللحن سیئا لاكنه قطعا استمر ثلاثون عامًا وان كان مصیرة فى النهایة السقوط ورفض الشعب لهذا اللحن اخیرا . فهل لدینا الان من یستطیع أن یضبط ایقاع اللحن السریع فى ظل اعلام مشوه یقود بغباء الى نهایة لا نعلمها ، فى ظل وجود شبح التقسیم فى الامة العربیة نحن نحتاج الى مصر قویة لها حكومة منضبطة تعمل للشعب لا على الشعب نحن نحتاج قائد للاوكسترا خفى یعید ضبط الایقاع المنهار لاعلام سیئ یقودنا الى تهلكة بغباء لم یشهده اى عصر ، نحن لدینا الأمل فى مستقبل أفضل لمصر لكى تصبح مصر عن حق أم الدنیا