كتب هاني سلام
اندهاش و ريبة اخذتنى وأنا أقرأ الأخبار المتتالية عن تسمم المئات من تلاميذ المدارس فى أكثر من محافظة وتقريبا فى نفس الوقت ، والغريب فى الامر ان الوجبة المقدمة هى وجبة جافة اى تقتصر فقط على البسكويت ! حالة الانتشار الكبيرة ومحافظات عدة أثارت بعض التساؤلات ، بعد أن انتشرت حالة من الذعر العام لأولياء الأمور فى مصر كلها خاصا فى المدارس التى تقدم فيها وجبات جاهزة للطلاب . يمكن للأمر أن يمر لو حدث فى مطعم مدينة طلابية على سبيل المثال حيث تقدم الوجبات الساخنة وهناك يمكن أن تحدث حالة تلوث للطعام وقد تكون نتيجة طبيعية لعدم الحفظ الجيد لبعض اللحوم او قد تكون اللحوم او ما شابة ذلك فاسدة من المتعهد نفسه ، هذا أمر وارد حتى مع وجود إشراف طبى وساعتها يمكننا أن نتهم هذه الجهات بالتقصير . ولكن أن نرى انتشارا سريعا فى عدة محافظات فى وجبات جافة أو فى البسكويت فهو ما يثير الريبة . فهل البسكويت تم عجنة وتخميره بمواد سابقة التجهيز ليتم استخدامها فى ميعاد مستهدف ؟ ومن صاحب المصلحة ومن هو المستهدف ؟ قطعا لم يكن المستهدف فقراء تلاميذ مصر فى القرى والنجوع ، فحتما صاحب المصلحة ليس لديه مانع ان يمشى على جثث الأبرياء من أطفال مصر تحقيقا لهدف او وصولا لرسالة او فاكس سريع . البعض بدون تفكير علق الأمر على شماعة الإخوان. ولكن من قرأ المشهد بتروى يرى أن الجو الساخن فى الوزارة ربما تسبب فى فساد عجينة البسكويت . البعض يشير أنه ربما أفسدت الطبخة بفعل فاعل من داخل الوزارة ومن هم خارجها الآن ، والبعض يشير ان الامر تم التخطيط له بواسطة جنرالا وبعض المعزولين من قيادات الوزارة . حيث اصرار د طارق شوقى وزير التربية والتعليم فى خوض معركة مقاومة وعزل الفساد من الوزارة . معارك يخوضها وزير التعليم وهو يعلم حسب ما اعتقد ان اصحاب المصالح فى الوزارة وخارجها سوف يبدأون فى شن معركة شرسة مضادة تستهدف الوزير . ومن الجدير بالذكر تشير بعض المصادر أن المعركة الكبرى القادمة هى الثانوية العامة ، فلقد اتخذوا فيما سبق أسلوب تسريب الامتحانات كأحد وسائل ابتزاز الهلالى الشربينى ، ومن يقراء ما بين السطور يرى ان ” شاو مينج ” ما كان لينتشر هذا الانتشار السريع على الفيس بوك ما لم تكن هناك خلايا إلكترونية تدعمه لدرجة أصبح ” شاو مينج ” اشهر من نار على علم ، دخل كل منزل بمصر واصبح ضيفا تتناقل أخباره حتى وان لم يكن بالمنزل طالب ثانوية عامة ، لقد تم صناعة ” شاو مينج ” فى غرف مغلقة وتصريحات الشربينى نفسه ومتحدثة الاعلامى كانت تدل على أن الغرفة كانت تدار من داخل الوزارة لإحراج الوزير أو ابتزازه وقد نجحوا بالفعل . فلم يكن ” شاو مينج ” فردا بل فريق عمل كامل . الان يعاود الكره مع د طارق شوقى وما يصيبنى بالاندهاش هو تكرار نفس السيناريوهات ، لقد افتقدوا الإبداع حتى فى الفساد ، خططهم لها سيناريو معروف ومتوقع . لو ربطنا الأمر بما تم فى الأيام السابقة من خروج قيادات وتبادل مواقع لقيادات فسوف نلمح بين السطور لماذا الآن نرى تسريبا فى خميرة البسكويت لكن بدون شاومنج لكن بنفس الاسلوب وتقول الان الخلايا الالكترونية بتضخيم الحدث ونشره على اعلى نطاق لعلها تصل الرسالة إلى هدفها . لكن من لديه الأذرع القوية فى المحافظات لإفساد البسكويت ؟ قطعا الأمر لن يخرج عن جنرالا خذل فى معركة فتحول إلى شيطانا لا يهتم باروح ابرياء مصر من الأطفال . لذلك اطالب من د طارق شوقى التحقيق بجدية فى الأمر كما عهدناه وكشف وجوه الفساد فى الوزارة.