” نفحة إيمانية فى تراويح رمضانية “
بين القطة والإمام
بقلم هشام صلاح
القطة والإمام وبمنتهى العفوية ينجحان فيما فشلت فيه مسلسلات وأفلام وهيئات وحكومات من تقديم تقديم صورة حقيقية لسماحة ورفق ولين أخلاق المسلمين وعظمة الدين
منذ يومين التقط البث الحي لصلاة التراويح بالجزائر لحظة فريدة عظيمة المعانى والدلالات حين قفزت فيها قطة على صدر الإمام وليد مهساس الإمام بولاية برج بوعريريج. بالجزائربينما كان يصلي صلاة التراويح بالمسجد فصعدت على كتفيه قطة إلتمست الأمان والطمأنينة بالمسجد وبين المصلين فتعامل معها الإمام بلطف وبعد ثوان وهى آمنة على كتفه قامت بشىء عجيب حيث قبلت خد الإمام ثم هبطت بسلام وآمان ، وكان هذا المشهد الرائع الذى يلخص بصورة واضحة المعالم صورة من صوررحمة وعظمة الإسلام والمسلمين من خلال رحمتهم بالحيوان ولنا فى الحديث زاويتان أولاهما : ردود الأفعال غير المسلمين
لقد استطاع هذا المشهد العفوى أن يخطف القلوب والأذهان ليس لدى المسلمين فقط بل على جميع الأصعدة ومن مختلف طوائف الانسانية على اختلاف جنسياتهم وأعرافهم ودياناتهم
فما أروع تلك القطة وهى تستمع بخشوع لآيات الذكر الحكيم ثم تنصرف بهدوء وماأجمل لطف ولين الإمام الذى تعامل معها بما فى الإسلام من رفق ولين فلم ينهرها أو يزجرها
شاءت إرادة الله تلك اللقطة والتى لم تستغرق سوى ثوان أن تعبر بجلاء عن خشوع وطمأنينة فى حضرة القرآن حتى أنها قد أبهرت غير المسلمين قدر إبهارها للمسلمين فحققت أعلى نسبة مشاهدة وتعليقات أبدى فيها من غيرالمسلمين إعجابهم و انبهارهم بتصرف الإمام ولطفه فى معاملة القطة مما يؤكد وبما لايدع مجالا للشك رحمة الإسلام والمسلمين بالدليل العملى
لقد أكدت تلك اللقطة الفريدة والعفوية أن الله متى أراد وشاءت حكمته أن ينشر الإسلام فإن سبل نشره لاتتوقف على البشرفقط فقد يهيىء الله من مخلوقاته من يكون داعيا ورسولا لنشر سماحة ورحمة الإسلام والمسلمين
– أما زاوية الحديث الثانية
هى التدبر فى تلك الآيات التى كان الإمام يتلوها فخشعت لها القطة – يقول تعالى :
” وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ ﱳ الآية 116 من سورة الانعام
فهى تعبر بجلاء عن إرادة الكافرين فى إتخاذ الباطل دليلا وبرهانا لإنكار الحق وهيهات — هيهات أن يكون لهم ما أرادوا —
فلننتبه فإرادة أعداء الإسلام أن يلبسوا الباطل ثوب الحق ليضلوا به أفئدة الذين آمنوا
ختاما : شاءت إرادة الله ـ من خلال نفحات الإيمان بتراويح رمضان أن يقدم لنا صورة مثالية للدين الإسلامى فى رأفته ولينة ورحمته بجميع المخلوقات فمهما بلغت الحضارة الإنسانية من رقى يظل الإسلام بتعاليمه السمحة شاطىء النجاة والخير للبشرية