نعم نجح الارهاب بعملياته الارهابية الغادرة فيما فشلت فيه وسائل الاعلام ، فوسائل أعلامنا مقصرة لا محالة فى حق هذا الشعب حيث فشلت باقتدارفى أن تؤلف بين طبقات المجتمع وعجزت عن تقديم صورة حقيقية لهذا الشعب الأصيل العاشق لوحدة طوائفه
أما قولنا بنجاح الارهاب فلم نقصد بالكلمة النجاح الذى سعى من خلال عملياته لأجله حيث نجد أنه
كلما قام الارهاب الاسود بعملية غادرة كلما زاد من حيث لا يدرى من وحدة وترابط المصريين وإدراكهم الواثق لأهداف الارهاب من وراء عملياته بل إنه استطاع من خلال جرائمه وبدون أن يعى أن يجعل الشعب بجميع طوائفه يلتف حول قيادته ومؤسساته ويؤمن بأن ما تبنته القيادة من حربها على الارهاب باتت مصلحة شعب بأكمله ، فكل قطرة دم تراق لمصرى او ضيف على مصر تنبت مزيدا من الكراهية والبغض لرعاة هذا الارهاب الاسود ، وأدواته —– وهلى هذا
لا بد من أن يعيد إعلامنا النظر فيما يقدمه أو يتناوله ولابد من تواجد المتخصصين الذين يدركون بثقافتهم ووعيهم كيفية التناول الايجابى لقضايا المجتمع والمواطن وليس أؤلئك الذين يملؤون شاشاتنا بالضجيج والصراخ مدعين الوطنية الزائفة وهدفهم الاول التربح بقضايا الوطن والمواطن حتى مل المشاهد برامجهم وبات كل ما يطرحونه مجال لسخرية المشاهد واستهزائه
كذلك وفى نفس السياق يجب تجديد الخطاب الدينى وعدم الحرج أو التخوف من تناول القضايا المعاصرة ويجب أن يقوم على ذلك رجال دين ثقات يؤمنون بوسطية الدين ويتفاعلون مع قضايا الوطن
وأخيرا مؤسسات التعليم ورجالها لهم الدور الاساس فى مواجهة الفكر بالفكر وضرورة غرس مبادىء الدين السمحة وتقديم الصورة الحقيقية للمعلم الوطنى المخلص ولن يتأتى ذلك إلا من خلال مناهج تعليمية واعية بعيدا عن السطحية والنمطية المفرطة فى الجمود مع الحفظ على الثوابت الدينية والوطنية للشخصية المصرية
وأخيرا كلمة فى آذن أصحاب الفكر المتطرف ورعاة الأرهاب الأسود ، نقول لهم :
أيها الواهمون كيف تحاربون إرادة الله لهذا البلد فلقد قضى الله لمصرنا منذ أربعة عشر قرنا بأنها بلد الامن والامان حين قال تعالى :
( ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ )
وأكد رسولنا الكريم على وحدة وترابط أبناء مصرفأوصى بها حيت قال :
إ( ذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا ، فذلك الجند خير أجناد الأرض ) فقال له أبو بكر : ولم ذلك يا رسول الله ؟ قال : ( لأنهم في رباط إلى يوم القيامة).