من عجيب أمرأمتنا العربية أن المتأمل للخلافات العربية يعجب أشد العجب لتعددها وتشابكها حتى أنها تحولت لحالة مزمنة وحين تدقق النظر فى أسبابها ومبرراتها الواهية تتحول حالة العجب إلى ذهول
وقد تتحول حالة الذهول عندك إلى شعور بالغضب والغصة فبرغم مرورما يقرب من سبعين عاما على إنشاء المؤسسة الجامعة للدول العربية والتى إنشئت فى المقام الأول لتوحيد الصف العربى وبناء شراكة عربية موحدة تحت لواء ما يسمى ” بجامعة الدول العربية ” إلا انها – مع شديد الأسف – لم تفلح فى أن تكون مؤسسة فاعلة قادرة على حل الخلافات بين الدول فضلا عن أنها لم تنجح في تحقيق شراكة اقتصادي حقيقية دائمة بين أي دولتين عربيتين ويمكن القول أنها لم تنجح في أي مشروع استراتيجي مشترك
لكن العجيب والمدهش أن الرياضة من خلال ” مونديال قطر ” قد استطاعت أن تحقق ما عجزت عنه كل أدوات السياسة وزعمائها حيث شاهدنا تلاحم الزعماء العرب وتواجدهم فى رحاب واحد بعيدا عن كل الخلافات وكان الحدث الأبرز فبعد فوز الأخضر أو ” منتخب المملكة السعودية ” سادت الجماهير العربية حالة اقشعرت لها الأبدان حتى أنها أفزعت الغرب وأوروبا وأثارت حفيظتهم بعد أن شاهدوا توحد الجماهير العربية من الخليج إلى المحيط الكل يهتف بحناجرواحدة وبقلوب متآلفة باسم منتخب المملكة السعودية الكل رفع راية ” لا إلة إلا الله محمد رسول الله ” والتى تعلو علم المملكة وهكذا كانت الفرحة فالشعوب العربية مهما وضعت فى طريقها السياسات من حواجز وخلافات ومؤامرات فهى ستلتقى دوما ساعة الحاجة وفى أوقات الشدة أواليسرعلى قلب رجل واحد بعيدا عن أوهام وخيالات السياسات ونواياها الخفية والتى تؤججها مصالح أعداء أمتنا العربية والإسلامية