كتبت هدى الصياد
تستمد مدينة طنطا بمحافظة الغربية طابعها التاريخي ونزعتها الدينية الأصيلة من العارف بالله أحمد بن علي بن يحيى ” السيد البدوي” المولود بمدينة “فاس” عام 596 هـ/1199 م المتوفي بمدينة طنطا عام 675 هـ/1276 م) ، هو ثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين ، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء.
ينتهي نسب “شيخ العرب ” من جهة أبيه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب كان مولد البدوي بمدينة فاس المغربية إلا أنه هاجر إلى مكة مع عائلته في سن سبع سنوات ، ثم قرر الهجرة إلى مصر وتحديداً إلى مدينة طنطا ؛ لتكون موطن انتشار طريقته.
أما عن ألقابه فلقب بالبدوي لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية، وله الكثير من الألقاب، أشهرها شيخ العرب و الملثم، أبو الفتيان، أبو العباس، أبو فراج، السطوحي، عيسوي المقام، القطب النبوي، باب النبي، بحر العلوم والمعارف، الصامت، القدسي، الزاهد، جياب الأسير، العطاب، ولي الله، ندهة المضام، محرش الحرب، أبو العباس، الأسد الكاظم .. لقد أثر الإمام الصوفي السني العربي بمدينة طنطا وبنفوس الطنطاوية غاية التأثير فأحبوه بالغ الحب ليس هذا فحسب بل ورثوا هذا الحب لأبنائهم وأحفادهم جيلا بعد جيل ، وبعد وفاته أقاموا له ضريحا داخل مسجده بطنطا وجعلوا الإحتفال بمولد البدوي من أكبر الإحتفالات الدينية في مصر ، حيث تحتفل به 67 طريقة صوفية ، ويقام في منتصف أكتوبر من كل عام بمدينة طنطا الكائن فيها ضريحه بمسجده الشهير “المسجد الأحمدي ” ويقام لمدة أسبوع وسط إجراءات أمنية مشددة وقد ساعد إقامة مولد البدوي كل عام في ربط الشمال المصري بجنوبه ، حيث أن كثير من أهل الصعيد لا يزورون الوجه البحري إلا في موعد إقامة مولد البدوي فيتوافد عليه أكثر من مليون مصري من كافة المحافظات خلال الفتره من 6 إلي 12 أكتوير ؛ إحتفالا بمولده وإحيائا لذكراه العالقة في قلوبهم.
كما يقام للبدوي احتفالاً آخر يعرف بالمولد الرجبي ويكون في النصف الأول من شهر أبريل من كل عام ، ويقام لمدة أسبوع أيضاً.