بلاغة وفصاحة اللغة العربية حقيقة ثابتة ففيها سحرً و تفرد قل أن تجده بين سائر اللغات لهذا اختصها الله لتكون لغة القرآن الكريم، و نظم لها الشعراء أبياتاً في المديح و الرثاء من ذلك قول أميرالشعراء :
إن الذي ملأ اللغات محاسناً .. جعل الجمال و سره في الضاد..
لكن حديثا خلال هذه الأسطر لن يتناول تلك الفضيلة العظيمة للغة العربية بل سيتجه لغريب ما جاء فى بعض من اختباراتهم للتلاميذ فقد جاء بأحد امتحانات إتمام الدراسة بمرحلة التعليم الأساسى لسنوات خلت جاء سؤال الإنشاء ” التعبير ” على النحو التالى :
( تقابل قطان أحدهما سمين تبدوعليه آثار النعمة ، والآخر نحيف يدل منظره على سوء حاله – تخيل الحوار الذى دار بينهما وما قاله كل واحد منهما عن معيشته ، عبر عن ذلك الموقف ) .
قرأ التلاميذ الموضوع فحارت عقولهم وعجزت أقلامهم وساد الوجوم الممتحنين فلم يعرفوا كيف يوجهون الكلان بينهما وضاقوا جميعا لحداثة أعمارهم وعقولهم ، فكيف لهم أن يحولوا طبيعتهم وغريزتهم الطيبة البريئة إلى إلى غريزة بهيمية تأكل وتمزق بمخالبها
تحولت حالة العجز عندهم إلى حالة من السخط والغضب على أساتذتهم وعابوهم بأقبح العيب
– كيف لم يعلموهم من قبل أن يكونوا قططا وقردة وفئرانا وما إلى ذلك من الحيوانات والطيور؟
– وكيف لم يلقنوهم مع العلوم المختلفة واللغات لغة النهيق والصهيل والخواروالمواء والفحيح وغيرها ؟
* بعد انتهاء الامتحان قال تلميذ ماكر ذكى لأستاذه : ” أما أنا أستاذى فأوجزت وأعجزت !”
قال الأستاذ : أجدت وأحسنت ولله أنت – فماذا كتبت ؟
قال التلميذ : – أما السمين فقال : ناو ، ناو ، ناو .
واكملت الكتابة قائلا : هنا أشتد الموقف واختلطت النونوة لا يمتاز صوت من صوت ولا يمكن الفهم عنهما فى هذه الحالة إلا بتعب شديد أو بالرجوع لقاموس القطط وشرح معانى النونوة
قال الأستاذ : يا بنى بارك الله عليك ! لقد أبدعت الفن إبداعا ، فصنعت ما يصنع النوابغ فلا سبيل إلا ما حكيت ووصفت ، فلقد أرادوك هرا ، فكنت فى إجابتك هرا أستاذا وحققت للممتحنين أرقى النظريات ولكن — بالله عليك أيها التلميذ النجيب / ما الفرق بين ” ناو ” بالمد و ” نو ” بغير مد
قال التلميذ : هذا عند القطط كالإشارات التلغرافية شرطة ونقطة
قال الأستاذ : ولكن وزارة التعليم لا تقر هذا ولا تعرفه وإنما المصحح أستاذا وليس هرا والامتحان كتابى لا شفوى
رد التلميذ الماكر الماهر : وأنا لم أكن هرا بل كنت إنسانا لكن الموضوع حديث قطين فالحكم فى مثل هذا لأهله القائمين به لا المتطفلين عليه ، فإن هم خالفونى قلت لهم : اسألوا القطط أولا ولتأتوابالقطين ” السمين والنحيف ” ثم احضروا الرقباء والملاحظين ليكتبواعنهما ما يصدروليصفوا ما يرونه فوالله الذى رفع السماء بغير عمد لن يزيد الممتحنين ” الهرين ” شيئا عن ” نو — ناو — ناااااااو ” بعدها يخرجان من الامتحان وسط حيرة ودهشة المراقبين واللجنة جميعها
ختاما / فالرحمة الرحمة والرأفة الرأفة بالطلاب ولنجنبهم موضوعا يقول : كن زهرة وصف أو اجعل نفسك حبة قمح وقل . فالعصر غير العصر والفكر غير الفكر