“الست محمد نصر احمد”، سيدة من محافظة الشرقية، تزوجت قبل 20 عاما من شاب أخبرها أنه فلسطينى، مضت الأيام حتى جاء ثمار زواجهما 3 أطفال، غير أن أمية “الست” لم تسعفها لمعرفة الكارثة التى ألمت بها دون أن تدري.
3 أبناء يحملون الجنسية الإسرائيلية.. لماذا؟
كارثة ابنة الشرقية تمثلت فى أن زوجها لم يكن فلسطينيا كما أخبرها، ولم يذهب بها إلى أرض المهد كما وعدها، بل لم يذهب بها إلى إى مكان تستطيع فيه العيش أو تحمل الكذبة، فقد اكتشفت بعد كل هذه السنوات أن زوجها إسرائيلى الجنسية، ويعيش بها فى إسرائيل، وأبناءها يحملون جنسية الدولة العبرية، حتى أن خيال من يقرأ قصتها لابد ان يستدعى منى زكى وشريف منير فى فيلم “أولاد العم”
فى البداية تقول “الست محمد نصر احمد” 40 سنة: “ولدت وتربيت وترعرعت بقرية الشعراء الكبيرة مركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، ولم أنل حقى فى التعليم مثل الكثير من السيدات الريفيات المجاورات لنا، وتربيت على الأخلاق التى كنت استقيها من والدتى البسيطة ووالدى الفلاح بسيط الحال، الذى كان يوفر لنا قوتنا يوما بيوم، إلا أنها كانت حياة كلها سعادة، لأن المحبة والاحترام والترابط الاسرى كان يجمعنا.
واضافت “الست” لليوم السابع: ” أنا شربت الشهامة المصرية من خلال المجتمع الشرقاوى الذى تربيت وسطه وافخر بمصريتى، وبعد أن تخطيت 20 عاما طرق باب منزلنا عريس يطلب يدى من والدى، وبعد أن اخبرنى أبى علمت أنه ابن بنت عمتى، التى كانت تزوجت من أحد الأخوة الفلسطينيين من عرب 1948 ، وقطنوا معنا بالقرية منذ زمن بعيد.
حكاية العيش فى بئر سبع ومفاجآت الزواج
بكثير من الآسى والحزن تابعت “الست” حديثها قائلة: ” وافقت على العريس طاعة لوالدى دون أن يخطر ببالى أن يكون هذا الزوج يحمل الجنسية الإسرائيلية، وكان شرط والدى الوحيد أن يمكث بالقرية ولا يتركها، ولكن بعد الزواج عام 1997 اصطحبنى زوجي معه بعد شهر واحد، وغادرنا إلى منطقة بئر سبع التابعة لدولة الاحتلال الاسرائيلى، غير أن اميتى لم تساعدني في معرفة المكان الذى أعيش فيه.
خطة استعادة الأبناء لمصر
تضيف “الست” قصتها وتقول: ” رغم أن الوضع كان جديدا علىَّ، إلا اننى لم يخطر ببالى أن يأتى يوما يحمل فيه ابنائى جنسية اسرائيلية، ومع أن الجميع حولى كانوا يتحدثون اللغة العبرية باستثناء زوجى، إلا أننى رفضت حتى سماع لغتهم وتعلمها ومرت السنوات، كنت خلالها أذهب إلى دولة الاحتلال الإسرائيلى، وأحضر لمصر لرؤية أطفالى المتواجدين برفقة والدهم ناصر أبو سليم أبو صلب، وصبرت على الحال حتى تأتي الفرصة واصطحب أولادي لمصر.
وتابعت “الست” : “أحمد الله أن منحنى الفرصة واستجاب لدعائى بعد وفاة والدتى، واستطعت إقناع زوجى باصطحاب صغارى لحضور العزاء ، وكنت متحفظة فى حديثى معه طوال مكوثى معه حتى تأتى الفرصة المناسبة “
رفضت الجنسية الإسرائيلية
واستكملت حديثها باكية : ” الحكومة الإسرائيلية طلبت منى مرات عديدة أثناء تجديدى الإقامة كل شهرين بموجب جواز السفر المصرى أن استبدل الجواز المصرى بآخر إسرائيلى، وكان جوابى قبل أن يكمل المتكلم حديثه بالرفض البات والتام، وتمسكت بجنسيتى المصرية، وسأظل متمسكة بها حتى لو كان مقابلها حياتى”.
مأساة “الست” لم تنته بعد، فهى تحاول الآن تسجيل أحد أبناءها بالجنسية المصرية، فقد أنجبت يوسف 12 سنة، وآيات 11 سنة، وأحمد 4 سنوات لم يحمل أى جنسية حتى الآن، وأريد أن يأخذ الجنسية المصرية، غير أن السلطات فى مصر لا تسمح حتى الآن.
ابنة السيدة المصرية فى جواز السفر
وقالت: ” ذهبت إلى مكتب السجل المدنى بمركز كفر صقر، لاستخراج شهادة ميلاد نجلى الأصغر أحمد إلا أن أمين السجل رفض، وأطالب بالنظر إلى حالى، وإلحاق أبنائي الكبار بمدارس مصرية، ونجلي الأصغر باستخراج شهادة ميلاد مصرية، حتى لا أضطر للعودة على إسرائيل مرة أخرى
نجل السيدة فى جواز سفرها
منع الأبناء الثلاثة من السفر إلى إسرائيل
وفى نهاية حوارها مع اليوم السابع، طالبت السلطات المصرية بمنع سفر أبنائها الثلاثة لدولة إسرائيل، كونهم فى سن الحضانة.