د. هالة حسنى الجبالي
الخجل أحد مظاهر عدم التوافق النفسي عند الطفل، ويبدو في سلوكه على هيئة مظاهر متعددة أهمها الصمت بشكل ملحوظ في المواقف التي تقتضي من الطفل الكلام.أنه قد يمتنع عن الإجابة على بعض الأسئلة العادة رغم أنه يعرف مضمون هذه الإجابة، لكنه يخجل من ذكرها. وفي أحيان أخرى يحمر وجه الطفل وقد يبكي في بعض المواقف المفاجئة أو إذا كانت لهجة الآخرين معه يشوبها بعض الحدة. ومن أهم مظاهر هذه المشكلة الانطواء على النفس وعدم مشاركة الغير في اللعب مع تشبث الطفل والتصاقه بملابس والده أو والدته عند مواجهة الآخرين مع غير أفراد الأسرة.
والملاحظ أن هذه المشكلة تظهر عند كثير من الأطفال في بداية مراحل النمو الأولى، ثم تختفي تدريجياً كلما ازداد نموهم في المراحل التالية عندما يحسن الآباء والأمهات معاملة هؤلاء الأطفال إلا أن المشكلة تزداد حدة عندما يظل هذه الخجل ملازماً لسلوك الفرد عندما يكبر.
أسباب المشكلة:
1- القسوة في معاملة الطفل: قد يتبع الوالدان أسلوباً قاسياً وشديداً في معاملة الطفل ويثور غضبهما لأقل خطأ يقع من الطفل. الأمر الذي يؤدي به إلى الانطواء والابتعاد تدريجياً عن ممارسة أي سلوك يعتقد الطفل أنه سيكون سبباً في غضب الوالدين. ومن ثم ينتهي به الأمر إلى الانزواء والخجل من مواجهة أي مواقف جديدة لم يتدرب الطفل على مواجهتها.
2- عدم التشجيع وبث الثقة بالنفس في أحيان كثيرة يقوم الطفل بأعمال طيبة ويمارس أنواعاً متعددة من السلوك السليم أو تحقيق مركز متقدم في الدراسة أو الأنشطة التي يمارسها الطفل ورغم ذلك قد لا يشجع أفراد الأسرة الطفل على هذا كله، ويكثر تكرار عدم التشجيع يمتنع الطفل عن هذه الأعمال تدريجياً كما أنه يفقد الثقة في نفسه ولا يتمكن من مواجهة مواقف الحياة.
3- الشعور بالنقص: قد يكون الطفل مصاباً بالنقص يدفعه إلى الخجل عند مواجهة غيره من الأطفال الأسوياء وينتهي به الخجل تدريجياً إلى الانطواء على نفسه. كان يكون النقص في النواحي الاجتماعية موفاة الأب أو الأم أو طلاق الأم من الأب أو زواج الأم من غير الأب أو يكون النقص في الطفل نفسه كإصابته ببعض الإعاقات العقلية البسيطة أو الحركية أو البصرية أو ضعف السمع.
علاج هذه المشكلة:
1- التوازن في المعاملة وعدم القسوة على الطفل وتوجيه الطفل إلى الطريق الصحيح بالأساليب الودية الطبية لكي يتعود الطفل على التفاعل الاجتماعي مع الآخرين دون خجل وبلا أية سلبية.
2- تشجيع الطفل وبث الثقة في نفسه وتأكيد قدرته على ممارسة شتى الأعمال التي تتوافق مع قدراته العقلية والجسمية.
3- الأخذ بين الطفل من قبل الأسرة والمعلم في المدرسة في محاولة التغلب على هذه الشعور بالنقص مع تشجيع الطفل وتأكيد الثقة بنفسه ليتمكن بعد ذلك من الاندماج تدريجيا ودون خجل في شتى مظاهر الحياة.
أ- هذا ويمكن علاج هذه المشكلات إذا ما تتبعنا الأسباب التي أدت إلي هذه المشكلات ومحاولة إزالتها أو الحد منها حتى نجعل هذه الطفل ينعم بالهدوء والاستقرار.