بقلم: لزهر دخان
حول العالم قامت ” سي أي أي ” بتعذيب الكثير من المعتقلين . ورغم أن منظمات حقوقية طالبت بتسليط الضوء عن برنامجها السري .الذي تخذع به السجناء إلى التعذيب . ما زالت المحكمة العليا في الولايات المتحدة تصدر أحكامها في صالح “سي أي أي” وقد صدر مؤخراً الحكم الذي يبقى الوضع على ما هو عليه .
حكم المحكمة الأمركية العليا جاء ليرد على طلب لمنظمات حقوقية. طالبت بنشر تقرير تتم فيه إدانة ما قامت به وكالة المخابرات المركزية ” سي أي أي ” .من تعذيب حول العالم وفي أمريكا بسبب الحادي عشرة من سبتمبر 2001م.وكان قرار المحكمة ينص على رفض نشر تقرير الإدانة.
والذي رفضته المحكمة بالظبط .هو طلب من الإتحاد الأمركي للحريات المدنية . وقد طالب الأخير بالأتي( التقرير السري للغاية الذي جمعته لجنة الإستخبارات في مجلس الشيوخ العام 2014 م . والمستندة على أنه يجب أن يتم نشره بناء على قواعد الشفافية التي تتبعها الحكومة الأمريكية.)
السيدة هينا شامسي تشغل منصباً في الإتحاد الأمركي للحريات المدنية . وهومديرة مشروع الأمن القومي في الإتحاد . وقد قالت بالمناسبة( “نشعر بخيبة أمل من هذه النكسة الكبيرة في شفافية ومحاسبة الحكومة. يعد التقرير الكامل سجلاً مؤكداً عن أحد أكثر فصول تاريخ أمتنا سواداً وقتامة ويحق للرأي العام الإطلاع عليه ومعرفة تفاصيله.)
وبما قامت به المحكمة العليا تكون قد أبقت على الحكم السابق في القضية. والذي أصدرته محكمة فدرالية من واشنطن .ويقضي بأن التقرير المشار إليه والمراد نشره لا يرقى إلى مستوى المواد التي يجب نشرها وإتاحة معرفتها والإطلاع عليها إلى الرأي العام.
ومن ظمن ما يحتوي عليه التقرير المتكون من عدد صفحات لا يستهان به وهو 6700صفحة. هو الإعتقال السري مع التعذيب. الذي مارسته وكالة المخابرات المركزية في حق المعتقلين .بسبب الإشتباه في كونهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة . الذي أصبح أكثر خطراً على أمركا بعدما تبنى تنفيذ عملية الحادي عشرة من أيلول سبتمبر 2001م.
كما أدان التقرير ما قامت به سي أي أي عندما سلمت المعتقلين إلى مواقعها التي يطلق عليها المواقع السوداء. التي إحتج التقرير على وجودها وأكد أنه يرفض ما قامت به من تعذيب. تمت فيه عملية الحرمان من النوم . وتمت فيه عملية الإيهام بالغرق .
وفي التقرير أسئلة مطروحة بشكل معمق حول فعالية هذه الأساليب التي منعت في عهد الرئيس أبوما.
ويعرف عن التقرير أنه تم إيصاله إلى الرأي العام بشكل علني في السابق ، ولكن ليس بكل صفحاته . حيث تم نشر 500صفحة منه . وكادت عملية النشر تلك أن تعرض” سي أي أي” وإدارة الرئيس الأسبق بوش الإبن إلى الكثير من المسائلات.
ويعتبر التقرير حالياً غير متوفر بالمرة . ولا يوجد منه إلا بعض النسخ .التي تلقتها بشكل سري بعض مراكز المخابرات ،والدوائر الحكومية. هذا رغم أن الرئيس أبوما كان قد قال في شهر ديسمبر الماضي . أنه سيحتفظ بنسخة من هذا التقرير في مكتبته الرئاسية . وهي المكتبة التي جاري بنائها في شيكاغو . وكان قرار الرئيس كي لا تكون هناك فترة قادمة قاتمة . أي كي لا يضيع التقرير السري الذي يفضح ماذا هناك في سجون ” سي أي أي ”
ومن بين ما فعله أبوما أيضاً لخدمة التقرير السري المحضور . تأكيده لدعمه لقرار المحكمة الرامي إلى مواصلة حظر التقرير وإبقائه سري. مع التعهد بأنه سوف يكون بعد 12 سنة ليس سري.