مجتمعنا والإصلاح المخروق
بقلم هشام صلاح
ابتلى مجتمعنا – مع شديد الأسف – بنوع ممن يدعون الإصلاح ويلبسون عباءة المصلحين فتراه يطل عليك عبرالقنوات الفضائيات وقد تنوعت أهدافه وتباينت مشاربه واتجاهاته – فبئس الإعلام هو – وليس الأمر قصرا عليه بل ظهر من هم على شاكلتهم من نواب مجلسنا وفى مؤسساتنا الحكومية ومنهم من يلقبون أنفسهم بأهل الفن ، لكن – لماذا وصف عملهم ” بالإصلاح الخروق ” ؟ الجواب /
لأن هؤلاء الذين يخوضون معنا بحار الحياة ويركبون نفس السفينة التى نركبها ويسمون أنفسهم بالمجددين وينتحلون ضروبا من الأوصاف كحرية الفكر والغيرة والإصلاح والوطنية الزائفة .
هؤلاء – إلا من رحم ربى – لايزال الواحد منهم ينقر موضعه من سفينة ديننا وأخلاقنا وآدابنا التى تقلنا وتحملنا جميعا عبر بحور الحياة مازال يضرب بفأسه زاعما أنه موضعه من الحياة الاجتماعية يصنع فيها ما يشاء موجها لحماقاته وجوها من المعاذير والحجج من دعاوى المدنية وأنه وصى على الجميع ، جاهلا أن القانون فى السفينة إنما هو قانون العاقبة دون غيرها ، فالحكم لا يكون على العمل بعد وقوعه كما يحكم على الأعمال الأخرى بل قبل وقوعه والعقاب لا يكون على الجرم يقترف بل على الشروع فيه وتوجه النية إليه .
– فأى حرية تلك التى يحاول من خلالها إعلامى توجيه فكر ورأى المجتمع لغاياته وأهدافه عاملا على تشويه فكر وعقل المجتمع وبث صور مخالفة للواقع بعيدة عن الحقيقة !
-وأى حرية تلك التى يمارسها بعض من أعضاء مجلس نوابنا متجاهلا مرارة الواقع الذى يعيش المواطن وطاحونة الغلاء والمغالاة والإهمال الذى عم مؤسساتنا وحياتنا !
– وأى حرية تلك التى سمحت لبعض ممن يسمون أنفسهم بأهل الفن والغناء بنشر رذائلهم وتقديم صورة مشوهة للواقع المصرى بصورة أفراد إما مدمنين أو تجار للادمان أو مستثمرين جشعين يتاجرون بكل القيم عبر أفلامهم ومسلسلاتهم ؟
كل هذه الخروقات هى التى أفرزت لنا ما نسمع به كل يوم بل كل ساعة من حوادث غريبة عن مجتمعنا فقتل وذبح هنا واغتصاب هناك وسرقة أعضاء بشرية بينهما !
وعليه نقول لكل أولئك الذين يحاولون بآرائهم وأعمالهم وأقلامهم خرق السفينة التى تحملنا جميعا
لا حرية هنا فى عمل يفسد خشب السفينة أو يمسه من قريب أو بعيد مادامت سائرة إلى غايتها التى فيها نجاة للجميع ،
فالوطن سفينة نركبها جميعنا وحمايتها واجب على الجميع وسيذكر التاريخ والذاكرة البشرية عمل كل واحد وعليه ستكون خاتمته
فالواجب كل الواجب مواجهة أولئك حتى ولو بالمقاطعة فنبذهم ضرورة وطنية نضمن بها سلامة سفينة الوطن
حفظ الله مصر عزيزة أبية كريمة لتظل كما أراد الله لها ” ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين “
وليكن ختام مقالى حديث نبينا الأكرم
عن النُّعْمانِ بنِ بَشيرٍ رضي اللَّه عنهما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَثَلُ القَائِمِ في حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فصارَ بعضُهم أعلاهَا، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا في نَصيبِنا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعًا رواهُ البخاري.