“الشعب الجزائري وحده المؤهل لإختيار قادته و تقرير مصيره في كنف السلم والأمن” هذه الجملة من شدة كونها عادية تكاد أن تدرج ضمن الأقوال العادية . التي لا قائل لها بصفة خاصة . وهي عبارة عامة يستخدمها الجميع لكونها المتفق عليه أصلا .
حسنا هذا مفهوم جداً . ولكن لماذا إستخدمها الناطق بإسم الحكومة الفرنسية بنيامين غريفو ، بتاريخ اليوم الإربعاء 27 فبراير شباط 2019م . هل يعتبر هذا رده على سؤال خلال لقاء صحفي عقب إجتماع مجلس الوزراء الفرنسي . عندما صرح متدخلاً في الشأن الداخلي الجزائري ، قائلاً : (بخصوص مسألة الجزائر فقد تم التطرق إليها بشكل مقتضب في الصبيحة و قد سجلنا قرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالترشح للإنتخابات الرئاسية كما نأمل أن تجري هذه الإنتخابات في ظروف حسنة مع ضمان شفافية الحملة الإنتخابية)
أظنه يقصد نقل حرب فرنسا مع ثوار السترات الصفراء نحو الجزائر. التي كانت أمنة فتحولت إلى مكان يخضع لتجارب تصريحات وتحذيرات وتعليقات كبار الساسة وصغارهم. في عالم تنوعت مشاكله الأمنية وأصبحت دمقراطياته هشة جداً . منذ ثار الشعب الفرنسي ضد الحكومة سنة 2016م.
من جهة أخرى يجوز للفرنسي بنيامين غريفو التدخل في شأن جمهورية الجزائر الداخلي . لآنها قبل ثلاثة أيام خلقت حراكاً شعبياً كبيراً ظهر في شوارع باريس وعموم مدن فرنسا . كأنه دولة جزائرية داخل الفرنسية . مطالبا بتنحي بوتفليقة عن الخامسة . وهذا ربما يجعلنا نقبل منطق الناطق غريفو. الذي تلاه كالأتي (الشعب الجزائري وحده المؤهل لاختيار قادته و تقرير مصيره في كنف السلم و الامن) ونحن في الجزائر نشكره على هذه المساندة . ونتذكر أنه (بلد صديق و شريك هام تربطنا به علاقات
كثيفة جدا هي ثمرة من ثمار التاريخ)ونحترم حالة نسيانه ولا نذكره بكونه مستعمر من العام 1830حتى سنة 1954م.
وفي الوقت الذي تظهر فيه كل الحسابات أحقية الحكومات التي شكلها بوتفليقة وأدار بها البلاد بحكمة . في قيادة الجزائر مرة أخرى بعد الموافقة الشعبية عن طريق الإستفتاء المقرر بتاريخ 18أفريل 2019م . في الوقت نفسه يشير غريفو إلى أنه يفهم ( الإنتخابات ) التي ستعطي (للجزائر الدفع اللازم لمواجهة التحديات الخاصة بها و الإستجابة للمطالب العميقة لشعبها)