بقلم قسمت الوردانى
لا ادرى من اين ابدأ كلماتى ،ليس لأننى عاجزه عن ايجادها
ولكن لأن مابداخلى كثير ونتاج تراكمات سنوات ست مروا
علي ثقال كثقل الجبال ، سنوات يعلم الله وحده كيف تحملها
المصريين جميعا ولن أدخل هنا فى جدال عقيم بين مؤيد
ورافض لثوره او كما يقال عنها أنها ثورة ، لكن الله وحده يعلم
أنها كانت نكسة لولا ستر الله ولطفه لكانت دمرت مصر وشعبها
للأبد .. أيام حالكة السواد مررنا بها جميعا وانا اتذكرها وتمر
على خاطرى يقشعر بدنى واشتم رائحة الاكتئاب الذى الم بى
وقتها وليتها مرت وانتهت بكل مرارتها وتركتنا نعيش فى
سلام لا بل مازلنا نعانى حتى وقتنا هذا من توابعها ولكن
وحتى وبعد ما قمنا بثورة اخرى الا وهى ثورة ال 30 من يونيو
والتى قضينا بها على لصوص هذه الثوره المزعومه والذين
ارادوا ان ينقضوا علينا وعلى بلدنا كالضباع المسعوره تحت
ستار الدين ، وشلة الافاقين الاخرين الذين ملئوا جيوبهم
وبطونهم بالأموال الحرام نعم حرام لأن كل من يتكسب مال
عن طريق الوشايه ببلده ، والعمل على تفتيتها ، والتجسس
لصالح جهات ودول هو يعلم جيدا أنهم يخططون لتدميرها
كما دمروا غيرها من البلدان المجاوره فهو عميل وخائن
ولعل الحسنه الوحيده التى خرجنا بها من هذه الثوره المزعومه
هى وقوع الأقنعه عن وجوه كثيره جميعنا خدعنا فيهم وظنناهم
اصحاب فكر واصحاب قيم نبيله وهم فى الأساس مجرد
ادوات فى يد ثعابين كانت تتمنى ان تلتف حول مصر لتعتصرها
لكن الله عز وجل كان لهم بالمرصاد ولما لا وهو الذى قال :
{ أدخلوا مصر أن شاء الله امنين } صدق الله العظيم .
سنوات ونحن نعانى وننتظر أن نتعافى من هذا الكابوس الذى الم
بنا جميعا ولكن .. للأسف التخبط والجشع والطمع اصبح السمه
السائده بين الجميع بين جميع الفئات وفى جميع المستويات
نعم فليس التاجر وحده الجشع فهناك تجار اخرين هناك تجار
تاجروا فى لحم الغلابه فلا ادرى ماهى حاجة طبيب عنده مستشفى
الى بيع حته من لحم راجل غلبان ، وماحاجة قاضى محسوب
على كريمة المجتمع الى تقاضى رشوه ، وماحاجة وزيرمن
الوزراء لفعل نفس الشئ .
ولا ادرى كيف لتاجر اكرمه الله من وسع الى ان يتاجر فى قوت
الغلبان ويحتكر سلعه ثم يبيعها باثمان مضاعفه لا والله
عمر مصر ماكانت كده واسفه جدا جدا لن اسمح لنفسى
أو لاى احد ان يقنعنى بأن مبارك كان هو الشيطان الأعظم
اوهو سبب الفساد لا ياساده الفساد موجود منذ عهود كثيره
ومنذ ايام فاروق وعبد الناصر والسادات نعم مبارك دفع
فاتورة حقبته لكنه حاسب على فواتير غيره فمصر أنهكت
ومنذ سنوات بعيده بحروب كثيره لها ولغيرها حروب انهكتها
وجعلت شعبها يتحمل مالايطيقه شعب فى العالم ولكننا كنا
نصبر وهذه عادة الشعب المصرى ,, لكن ابدا ما راينا يوما
الشعب يجاهر بسبه للبلد او بالنيل من جيش مصر او التقول
عليه أو التشكيك فيه وفى ولائه للبد ، لكننا اليوم نراها
ونسمعها عشت حياتى بقدر ماعشت وما كنت اتصور أن
يأتى يوم ويقوم من يشكك فى جيش مصر العظيم ،عمرى
ماكنت اتوقع أن يأتى يوم وارى الشباب يتخلون عن الجدعنه
والشهامه التى كان يتصف بها الشباب المصري رايت
الشباب يقللون من احترامهم للكبير ، رايتهم يتطاولون على
من يخالفهم الرأى ، رايتهم للأسف يسخرون من بلدهم
ويقللون من شأنها ويقولون بملئ الفم هى اديتنا ايه .
واعتقد لو كانوا ناموا فى هذا البرد القارس على حدود
دوله اخرى ، أو صارعوا الأمواج هربا من جحيم الحرب
التى اهلكت اوطانا كانت فى يوما قريب عزيزه امنه ماكانوا
قالوا ذلك وكانوا عرفوا قدر وقيمة مصر جيدا ، جميعنا
نرى الشباب السورى اللى يفرح القلب معمر الدنيا وبجد
جدعنتهم تكسف وتخجل فهؤلاء الشباب الواحد منهم يشتغل
وبيدرس وبيصرف على نفسه وعلى اهله وهومجبور لأن
الله وضعه فى هذا الاختبار ، فما هى حجة شبابنا والله
والله لا ادرى ، فجأه اصبحنا شعب شكاى نعم اصبحنا
نتسابق فى الشكوى وأقسم أن اغلب ممن يشتكون هم ممن
لا توجدعندهم اى اسباب للشكوى ، وهم الذين لونظروا
حولهم لعرفوا جيدا ان احوالهم افضل الف مره من
احوال غلابه كتير حتى الخبز لا يجدونه ، جميعنا نشتكى
وجميعنا عنده حق ، وجميعنا مظلومين ، وجميعنا مش طايقين
لا البلد ولا ظروفها، وجميعنا اصبحنا فلاسفه، وخبراء
فى كل شئ ، وأى شئ ..الا أن نصلح من انفسنا نعم
مصر تعانى وفى مرحله لا انكر انها اصعب مرحله فى
تاريخها ونعم المصريين يعانون معاناه شديده لكن هل
سنتركها ونهاجر ، هل سنتخلى عنها لا والله لن تحدث
فقد أثبت الشعب المصرى وعلى مر التاريخ أن غيره
من الشعوب تهجر اوطناها ان الم بها حرب أو طارئ
الا المصرى يعود الى وطنه مهرولا ويقول اموت
فى وطنى ، الشعب المصرى معدنه اصيل ولابد ان
يفيق من هذه الكبوه ولابد أن نتراحم بيننا وبين انفسنا
ولابد من ان يتحمل كل مواطن مسئوليته تجاه بلده
فأن كنتم تلومون الحكومه والمسئولين عن تقصيرهم
ايضا لوموا انفسكم لانكم قصرتم فى حساب من
انتخبتوهم نواب يحاسبوها بالنيابه عنكم نعم جميعنا
قصرنا فى حق انفسنا قبل ان نقصر فى حق بلدنا
كفانا سلبيه واخلعوا عن اكتافكم رداء التواكل والكلام
وفقط .
كلا منا يبدأ بنفسه وأول شئ لابد أن نبدأ به هو تربية
ابنائنا على حب البلد دى ، فأذا مات الانتماء بداخلهم
تجاه وطنهم فسيأتى يوم ويموت أنتمائهم اليكم أنتم
ووقتها لا تلموا الا انفسكم فأنتم من افسدتم زرعتكم
بيديكم ، مدوا يدكم الى الله داعين متضرعين ان
يعبر بنا وبمصرنا هذا الكبوه وأحمدوا الله على نعمة
دفء الوطن .. وحتى لو هاناكل عيش حاف .