بَدَتْ لِيَ غَادَةٌ(١) بَعدَ العِشَاءِ || … (١) فتاة
عَجِبْتُ بِبَرقِها غَبَشَ المَسَاءِ
فَبَانَ غُضَاضُها بَهجا سُطوعاً ||
كبدرٍ لاح فى جَوِّ السّماء
وَأَبْرَزَ نُورُها مِن مُقلتَيْها ||
إلى أعضائِها حَتَّى الحِذاء
وَأَوْضَحَ نُورُ خَدَّيْها جَمالاً ||
كأنَّ بَهَائَها أقصي البَهاء
بَدَت لِيَ حِينما تمشي اعْتِزَازاً ||
بِمَشْيَتِهَا وَأَغْلَى الإرتِداءِ
كَشَمْسٍ فى اتِّضَاحٍ وَاكْتِشَافٍ ||
فَمَنْظَرُها تَلَأْلَأْ بِالضِّيَاء
رَنَوْتُ إلي مَلابِسِها عَجِيباً ||
لأنّ جَمَالَها غير اخْتِفاء
فَرُمْتُ زِواجَهَا عِشقاً حَنُوناً ||
فقلت : قِفِى أيا خَيْرَ النِّسَاءِ
لَحَظْتُكِ مَرَّةً ، وَاهْتَمَّ قَلْبِي ||
كمَن لَقِيَ المُعَالِجَ بِالدَّواءِ
أُحِبُّكِ مثلَ مَن فَقَدَ الفُلُوسَ ||
وَأَلْفَى المَأْسَ مِن بَعد العَناء
بِحُبّكِ فى جَناني ، إِبْتِهاجاً ||
أَكَادُ أَطِيرُ فى أُفْقِ السَّماء
فَزَعْزَعَ مُهْجَتِي عِشْقاً رِباطاً ||
مُخَلِّصَ وُدِّهِ لا بافتِراء
أ قومي __ عند خِطبتها غَراما ||
أُحِسُّ بأَنَّها ذاتُ الحَياء
_____
وَقالتْ : لَسْتُ أدري ما أَفُوهُ ||
ولكنِّي أُحُوسُكَ بالغِناء
فَأَطْرَبَ مَركزي(٢) عند استِماع ال|| …. (٢) قلبي
تَّرَنُّمِ مِنكَ مِن دونِ انْطِواء(٣) …. (٣) انكماش
وإِنَّكَ فِى التَّكَلُّمِ والتَّغَنِّ||
كَعَنْتَرَةْ(٤) فى التَّغَزُّلِ بِالنِّسَاءِ ….(٤) الشاعر عنترة بن شداد
سَلِمْتُ جَوَارِحِي حَتَّى الجَنَانِ ||
لِشَاعِرِيِ المُفُوَّهِ ذِى الثَّنَاء
فَأَلقَيْتَ المَحَبَّةَ والحَنَانَ ||
إلى قَفَصِي فرُوحِي فى سَناءِ(٥) ….(٥) ارتفاع
____
فَبُسْتُ غُضَاضَها(٦) عَطفاً حَنَاناً || ….(٦) قَبَّلْتُ جَبهتَها
وَحِسْتُ بِهَا كأنِّي فى الهَواء