.
” كيد النساء “
الحلقة الثانية
بقلم هشام صلاح
وبعد هذا العرض لنرجع إلى أول الامر منطلقين من نفس السؤال
* ما معنى الكيد؟ وهل هو صفة عامة فى النساء؟
* الجواب – إن تعميم الحكم لا يصح ولا يجوز،
لذلك ينبغي العودة إلى تفسيرالقرآن الكريم وبخاصة أن تلك الصفة قد وردت فى سياق سورة ” يوسف ” فعند أي التباس. ومن أجل ايضاح قول الله عز وجل عن النساء ( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) بشكل محدد ودقيق وجب الرجوع إلى الآية 28 من سورة يوسف يقول تعالى :
( فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) هنا ندرك من السياق أن هذه الآية
” لم تنزل في النساء بشكل عام، بل نزلت في النسوة اللواتي كدن لسيدنا يوسف عليه السلام بشكل خاص فالله سبحانه وتعالى يخبرنا في هذه الآية
” عن زوج المرأة التي كادت لسيدنا يوسف وأنه قال لزوجته: إن هذا الفعل من كيدكن أي صنيعكن، وإنه فعل عظيم
أما السياق القرآنى الآخرلاستخدام كلمة ” كيد ” .في أية أخرى فإن بعض الناس يقرأ قوله عز وجل عن الشيطان: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) ويتساءلون:
“* هل المرأة أشد كيدًا من الشيطان ؟”.
هنا أيضا ينبغي علينا العودة إلى تفسير الآية 76 من سورة النساء
( الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)
فهو فهم غير مكتمل لمحكم آيات الله ، فالله أطلق هذه الصفة المؤقتة ” على نساء ذلك الزمان “
، حيث كانت المرأة لا زالت مستضعفة ولم تملك حقوقا مساوية مع الرجل ، والآية قيلت عن نسوة بلاط فرعون ، حين كان معيار القوة هو العضلات المفتولة والذكورة ، فترتب على هذا الاستقواء أن تلجأ نساء هذا العصر إلى الحيلة والمكر والدسائس لبلوغ أهدافهن وتحقيق غاياتهن فى مواجهة استقواء الرجل .
أما معايير القوة في زماننا قد تغيرت ، وبات العقل هو أساس القوة ، ولم تعد هناك تلك الفوارق العظيمة ما بين الذكورة والأنوثة كما كانت عليه في الأزمنة الغابرة من ناحية الحقوق ، وباتت معظم القوانين تساوي في الحقوق ما بين الرجل والمرأة ، مما جعل هذا اللقب أو تلك الصفة التي ألصقت بالنساء تضمحل وتتوارى مع الأيام ،
وصار هناك كيد الإنسان – رجلا أو امرأة – وهو مذموم ، على الصعيد الفردي وعلى الصعيد المجتمعي ، لأن المجتمع السليم من المفروض أن ينال كل من فيه حقوقهم الكاملة
وعلى هذا فالكيد صفة عامة يلجأ اليها الانسان للاستقواء به فى مواقف الضعف حيث لا يستطيع المواجهة الحقيقية
ولتحذر ايها العاقل رجل كان أم امرأة من هذه الصفة فهى إن لم تكن فى الخير فبئست الصفة هى فما أروع الصدق والمكاشفة بين الناس