الضجيج الذي يملأ أرواحنا يكاد أن يمزق أحشاءنا وأوردتنا، ليخرج ويكون حراً. هذا الضجيج لا يعلم كيف السماء والأرض والبشر؛ كأن شاباً في العشرينات يعتقد أن السماء والحياة ذات لون وردي. لكنه سرعان ما يُصدم، فيرى السماء حمراء عند الصباح، زرقاء بعد الضحى، وسوداء في الليل، ولا يوجد بها أي لون وردي.
أما الأرض، فيظن أنها مسطحة، ليصطدم بحقيقتها الكروية، ويرى ذاك الزقاق المليء بالحفر، والرصيف الذي اصطدمت به الشاحنة في الصباح، والأتربة، وبقايا الكتب الممزقة، والرسائل التالفة، والورد الذابل، وبقايا الطعام.
ولابد من الإشارة إلى البشر… سيرى نفسه تارة إنساناً، وتارة أخرى كائناً غريباً يمزق عقله، ويترك قلبه على قارعة الطريق، أما رأسه فيبدو متصلاً بجسده، لكنه غادر المكان.