بقلم الكاتب : سيد علي عبد الله
متابعه :رضا سليمان
نري نسايم وقد اكتملت مفاتن أنوثتها تحمل بؤجة الملابس في أول يوم تخرج وحدها بعد فترة أمتدت لشهوركانت تلاحظ فيها والدتها وهي تكثف من نصائحها لأنها تعلم أن صحتها تدهورت وآلام المفاصل لاتبارحها لمجرد خطوات في المنزل تسلمت نسايم الراية وهي راضية وكأي يوم أول في كل شئ في حياة البشر يظل عالقا بالذاكرة ويصبح إيقاعه أبطئ وتتحفز الحواس فتري العين ما لاتراه في الأيام العادية فتدرك الفروق الطفيفة في إنفعالات الوجه ودرجة التون ومعناه الصوتي ولغة العيون كل هؤلاء يستقبلهم العقل ويترجم معناهم سريعا.
اه ثوانى نري نسايم تمشي علي الطريق الترابي وتسبق نبظات قلبها التي تعزف لحن التوتروالإضطراب والتحدي والبؤجة التي تحملها فوق رأسها ثقيلة ليس ثقلا ماديا بل هي تشعر المستقبل فوق رأسها في ظل هذه الأفكار المتسارعة تحدث نفسها بهذا المولونج الداخلي (أمانة يارب تقف معايا ماليش غيرك خليك فاكرة يانسايم أنت حتلبسي الناس وكل واحدة وليها توب واللي يخيل علي الطويلة مش ح يخيل علي القصيرة والسمرة غير البيضا والرفيعة مش زي السمينة ياأبووي دا حكاية واعرة قوي يارب أقف معاي أثناء ذلك تسترجع نصائح والدتها تدخلي علي الناس وكأنهم قرايبك الصبي كلامه صبي والعفش ماتخسروهوش وكل البيوت بيوتك والسر بين اتنين سر لو تلاتة ما بقاش سر خلي بالك أوعي تتهابي من حد الهيبه تسبب التوهان والتوهان لو صاب اللي بيسبب خسر تصحو نسايم علي صوت الفلاحين في طريقهم إلي حقولهم وهاهي أمام المنازل التي تقصدها وتصيبها حيرة المبتدئين بمن تبدأ وما ذا تخفي هذه البيوت وبذكاء متوارث تذهب إلي منزل فكار عمدة البلد تتقدم بخطوات مترددة إلي باب المنزل.
تقف أمام البوابة الضخمة مترددة في الدخول رغم مجئيها مع والدتها وتعرف نساء الدار بالأسم ولأنها وحيدة في تجربتها الأولي فتلاحظ دون أن تدري مدي فخامة معمار المنزل وكأن من بناه كان يقصد أن يبث في نفوس المترددين علي المنزل الهيبة والوقار تدفع البوابة فتصدر صرير وكأنه حارس ينبه الساكنين تدخل إلي الباحة الأمامية التي تؤدي إلي الدوار وسط أشجار كثيفة زادها الربيع بهاء تسير في طريقها علي شدو العصافير التي تشدو بصوت مرتفع وكأنها تطمئن وهي في جوار العمدة تصل إلي السلالم المؤدية إلي داخل الدار ونري في العمق سالم أبن العمدة الأوسط ينزل في نفس توقيت صعود نسايم ينظر إليها مشدوها فتلاحظ نظراته المتساءلة فتبادرة بإبتسامة تزيدها سحرا تسأله الحاجة والجماعة جوه يفيق سالم ووجهة نظره علي البؤجة التي تحملها ليفهم أنها آتية لبيع القماش فيجيب سريعا حتي يبدد سوء فهم ممكن أن يحدث في عقل الفاتنة الصغيرة التي عطلت رؤيتها إيقاع الزمن لتمر اللحظات بطيئة لذيذة مدهشة اتفضلي ياشابة كلهم موجودين جوه اتفضلي ..
انتظرونا في باقي الحلقات الكاتب سيد عبد الله ابن محافظة قنا