جمله نقولها دائما عندما نرى من يتكلم فى أمور الدين وينصح وينهى ويستنكر على الناس افعالهم ويتهمهم بأنهم لا يتقوا الله وبعيدين عنه كل البعد ، فنجد أنفسنا نقول بيننا وبين انفسنا احيانا ونقولها فى وجهه احيانا اذا ما اخذته الجلاله ونصب نفسه واعظا وهو ابعد مايكون عن تعاليم ربه .
وطبعا اغلبنا ان لم يكن جميعنا تقابلنا مع هذه النوعيات ان لم نكن اصطدمنا بهم بالفعل .. ولعل اكبر مثل حاضر فى اذهان الجميع هو الشيخ جابر “الطبال” هذا الرجل الذى ذاع صيته وأشتهر بأنه امير لجماعه اسلاميه فى امبابه لكن كيف ومتى وصل هذا الطبال لهذا المنصب الا وهو اميرالجماعه فهنا يكمن السؤال كيف صدق الناس وارتضوا لطبال ان يكون امامهم ناهيكم عن جدعنته بين الناس وطيبته كما وصفوه و لكنه فى النهايه طبال فكيف نصب هؤلاء الخربه عقولهم طبال على ولايتهم ولكنه فى كل الأحوال مثال ذكرته من باب الاستغراب والتعجب .
ومثلما تعجبنا بالأمس من هذا الطبال اليوم نرى بعيوننا شيوخ منصر بيوتهم تحولت لبنوك يستودعون فيها نهيبتهم والأيرادات التى يحصلون عليها من الرشاوى التى يأخدونها نظير قضاء مصالح البعض بالباطل ودون وجه حق ومن المضحكات المبكيات اننا نرى صورهم وهم بملابس الأحرام يذهبوا باقدامهم الدنسه ليحجوا الى بيت الله الحرام وكأن الله سوف يتقبل حجتهم وعبادتهم وهم ذاهبون بمال حرام ناسين أو متناسين أن الله طيب لا يقبل الا الطيبات من الأعمال ، ولا ادرى هنا هل هؤلاء البشر العطب طال عقولهم ايضا كما طال ضمائرهم أم أنهم يتبجحون على الله فكلنا نعلم علم اليقين ان “الله عز وجل ” يمهل ولا يهمل فكيف تمادوا فى غيهم بهذا الشكل .
وحتى اكون منصفه لن اسلط الضوء على علية القوم والصفوه من القوم الظالمين الذين اعطاهم ربهم الجاه والمنصب والمال والشهره احيانا اى لاحجه لديهم لمد اليد والتى تستحق قطعها لا بل سوف اذهب لكل لص يضع يده فى جيب الغلبان اللى قوت يومه بقى معركه دخلها الجميع وبدون استثناء ، سوف اذكر هنا كل تاجر محكتر وكل مدرس يبيع ضميره ويحبس علمه على الغلابه ويبيعه لمن يدفع ، سوف اذكر كل موظف اوقف امامه مواطن ذهب ليقضى مصلحه وذله واهانه وكأنه يمن عليه فقط لانه يقوم بعمل وكل اليه وياخذ عليه راتب واما يعطيه فى درج مكتبه واما مع السلامه وفوت علينا بكره ولا بعده ، وايضا كل من سمح لنفسه ان يأكل على الناس حقوقهم بالباطل سوف لا انسى كل اعلامى مرتزق من موقعه يكيل الاتهامات هنا وهناك ويشوه فى هذا ويهدم فى هذه وكل ذلك لحساب من يدفع ويقدم له المنح والهدايا فهو بذلك يهدم بيوت واسر ويطعن فى مصداقية ناس كل ذنبهم انهم محترمين ومالهمش فى هذا الوسط او هذه الغابه ان صح التعبير.
ودعونا نأتى هنا الى الأساس نعم اساس كل هذه المصائب الا وهى “الأسرة” يا ساده وحتى اكون منصفه فأنا أقر واعترف بأن الأخلاق منبعها الأم وليس الاب وغالبا غالبا ما يتأثر الابناء بشخصية امهم اكثر من ابوهم الزاهد فى الدنيا بحثا عن القوت ولقمة العيش فالأم تبدأ بغرس القيم فى ابنائها بدايتا عندما يرونها تصلى .. عندما يرونها تتنفانى فى تربيتهم وفى الحفاظ على بيتها وعلى زوجها وهى تسهر على راحة الجميع عندما يروا امهم تكبر من زوجها وتعطيه الأولويه فى كل شئ وتعمل له الف حساب ، عندما تعلمهم ان القناعه والرضا عباده وان الله قسم الارزاق بين الناس بالعدل وأن النظر الى مافى يد الغير ماهو الا رذيله كفانا وكفاكم الله شرها .
ونأتى هنا الى عمود الخيمه وألذى لو استقام لاستقامت العائله وأذا مال ضاعت العائله بأكملها نعم فالأب حتى وأن ضئل دوره مع ابنائه فى التربيه فهو من يطعمهم فأن أطعمهم من حلال نبتت الزرعه صالحه ، وان اطعمهم من حرام فسدت الزرعه ولو بعد حين ، فالولد عندما يرى ابوه يصلى يقف بجواره ويصلى وعندما يراه يمسك بكأس الخمر سوف ينتظر ان ينام وسوف يشرب من نفس الكأس ونفس الأب سوف يجعل من ابنه اليوم موظف ومسئول الغد وايضا سوف يغرس فى نفس ابنه الطريقه التى سوف يعامل بها زوجته فى الغد فأن رأى ابوه بار بزوجته يعرف حدود ربه معها جواد وكريم يعاملها بما امره الله عامل الولد زوج الغد بنفس ما راى من ابوه … وأما أن وجد ابوه رجل فظ لا يتقى الله فى زوجته ولا يراعيها ولا يعاشرها بالمعروف ويبخل عليها ولا يقدرها حق تقديرها فاكيد سوف نرى هذا الولد لا يعرف عن القوامه التى يتشدقون بها ليل نهار اى شئ فالله عز وجل عندنا قال:
{ الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم } .
قصد بها أن الرجل فضل على المرأه بقدر انفاقه عليها فالنساء حتى وان كان لهم مالهم الخاص فالرجل الحقيقى لا يشعر برجولته الا عندنا يشعر بمسئوليته الكامله عن زوجته حتى وأن كانت غنيه ولها مال , فما بالنا برجال يقطرون على نسائهم ويبخلون كل البخل ولا اقصدهنا البخل المادى فقط ولو ان الله عز وجل قالها صريحه { بما انفقوا } لكن اتحدث هنا عن رجال نسوا أن الرجوله وقبل اى شئ هى السند والدعم النفسى والمعنوى للمرأه فالمرأه وأن عظمت شخصيتها وعلت مناصبها تظل امرأه تظل تحتاج الاحتماء فى رجلها تحتاج الى الشعور بقوته والقدره على حمايتها واكتفائها به عن الدنيا بما حوت لكن وللأسف نرى فى هذا الزمن العجيب رجال ظنوا أن مجرد اقتران اسم زوجته باسمه لهو فضلا عظيم ولكن يا صاحب الفضل كم مره كسرتها وهى تبحث عنك فلم تجدك ، كم مره شعرت بخيبة الأمل وأنت تصدمها و ترسل لها الرسائل الواحده تلو الأخرى وأنت تجبرها على مواجهة المصاعب وحدها وأنت تجلس فى مقعد المشاهد وبمنتهى السلبيه تقول لها كونى وحدك .. حتى تتذكر فجأه حقك عليها بما انك القوام وهى التى اذا امرتها اطاعت تأتى لتطلب منها مشاعر واحاسيس تمنحهم لك وهى فى ” حضنك ” فأين كان هذا الحضن وانت ابعد مايكون عن كونك نصفها الثانى والتى فقدت الامل فى البحث عنه وايجاده وقت شدتها .
وبعد ذلك تقتولون الرجال قوامون على النساء ، او كما يقال دائما قال الله وقال الرسول .
قسما بالله ان الله برئ منكم فكل غصة تصيب قلب وكل دمعه تنزل من العين ليس الله بغافل عنها فأن كنتم تستضعفون البشر فهناك رب قوى يقول للمقهور والمظلوم وعزتى وجلالى لانصرنك ولو بعد حين نعم فأنتم نسيتم ان دعوة المظلوم ليس بينها وبين الخالق حجاب .
جميعنا نخطئ وجميعنا نشعر بتأنيب الضمير لكن لعنة الله على الكبرفكم سيلقى بشرا على وجوههم فى النار
عافانا الله من شرها .
ونصيحه لوجه الله ان لم تفعل ما امرك الله به فلا تنصح به فأنت هنا لا تفقد المصداقيه فقط .. لا بل انك تفقد التأدب مع الله فأنتم كمن قال الله عنهم : ” يـــأمرون النـاس بالمعروف وينســون أنفســهم ” .
صدق الله العظيم .