هى الذكرى العطرة التى هيجت وجدان الشعراء فطربوا بها فهاموا حبا وإلهاما نرتوى عذب كلماته من خلال سلسبيل أشعارهم ولكم كتب وسيكتب الشعراء فى ذكرى مولد خير البرية ومصطفاها – صلوات ربى وتسليماته عليه
وهنا أجد أبيات لعملاقى الشعرتروح وتغدوتارة بين قلبى وأخرى أمام عينى ولعلى باختيارى لبعض من أبيات القطبين الكبيرين أكون قد جمعت بين ملك وسلطان للشعر
فالشاعر الملك فى أوائل الخمسينات بلا منازع شاعر الدار وفتاها ” هاشم الرفاعى ”
أما الشاعر السلطان ففى عصرنا الحالى هو المتفرد بجمال النظم وفريد التعبيروالذى توجته موهبته سلطان للشعر إنه ” الشاعرالدكتورالسيد خلف أبو ديوان ”
وليكن البدء
** ما أروع أن يكون مطلع القصيدة ملهما باعثا على النظر والتامل والبحث والاستقصاء فيما يخبىء الشاعر وهنا نجد روع المطلع عند كلا الشاعرين
– فهذا هاشمنا يقول :
دع عنك خمرك يانديم الراح إنى طربت بخمرة الأفراح
قد بت نشوانا فهل شهد الملا نشوان لم يشرب من الأقداح
– اما سلطاننا فكان مطلع قصيدته :
من جنَّةِ الحرْفِ أم في ناره نُطَفُ؟
لا شيءَ يعْظُمُ، دونَ المَدْحِ، يا شرَفُ
**ثم ينطلق فارسا الشعرفى نسج الحب لرسول الله مصورين لفرحة الكون والأنام بمولده –
– فيقول هاشم الرفاعى :
شهر الربيع حللت نورا ساطعا يجلو ظلام الكرب والأتراح
فرح الأنام أما رأيت قلوبــــــهم سعدت بنور جبينك الوضاء
– فيغرد أبو ديوان قائلا :
عذبُ المجامعِ… طلقُ النورِ… مستترٌ؛
عن كفِّ ختَّانِهِمْ بين الورى سَدَفُ
يا نارَ كسرى ألمْ يطْفِ الضيا ظمأً
ميلادُ أخيرِنا والميِّتُ السَّهَفُ؟!
** ويطوف شاعرنا برسالته صلى الله عليه وسلم وما احدثته فى ربوع الجزيرة وما حولها وما كابده وعاناه رسولنا الأكرم
– فيقول : هاشم الرفاعى :
يوما به ولد الهـــــــــدى فصياؤه قــد عم مكة من ربا وبطاح
هذا الذى قد جــــاءنا برســــــالة تهدى وترشدنا سبيل الفلاح
نشر الهداية فى الجهالة فانطوت مثل الظلام طواه نورصباح
– ويقول السلطان أبو ديوان :
آذاكَ فــــــي مكّـــــــــَةَ الأقــــْزامُ فارْتَعـــــــــــــَدَتْ
جِبـــــــــــالهـــــا غَضَبـــــــــــًا هـــــل دكَّهــــــا الأَسَــــــــــــــــــفُ؟!
تبـــــكـــــــــي معاتبـــــــــةً جُـــــــؤافَ مَسْغَبَــــــــةٍ
تبَّـــــــــــتْ يــــــــــــــداه رعـــــاهــــــا المـــــــارِدُ الشَّظِـــــــــــــفُ
فرْسانُهــــــمْ غـــــدروا خرجـــــتَ أغشيـــــــــــةٌ
يـــــــــا ذلَّ زمرتِهــــــــــــــــــمْ، والغــــــــــــــابُ مثْجَعِـــــــــــــــــــــفُ
فـــي الغـــارِ أم في عيــــونِ اللهِ هجرتــــُــهُ؟
يــــــا آل يثـــــــــــــــربَ مــــــن بالحسْـــــــــــــــــنِ يَتَّصِــــــــــــــــفُ
يـــــا خـــــزرجَ الأوسِ إن الأمَّ واحـــــــــــــــــدةٌ
حـــــــــــــــــــواءُ آدمُــــــــــــــــــــــــها تفاحـــــــــــــةٌ رُغُــــــــــــــــــــــــفُ
وتتابع أبيات القصيدتين نهرين عذبين ينشران سندسا فى أرواحنا التى باتت كفرا فى ظل طغيان الجور ومادية الحياة يستمر شاعرانا فى جلال الوصف لخير البرية حتى يصلا إلى قولهما
– يقول هاشم الرفاعى :
ياخير خلق الله يا علم الهدى يا شافعا للناس فى الميعاد
صلى عليك الله يا خير الورى ما زارقبرك رائح أو غاد
– ويتابع السلطان أبو ديوان بقوله :
**فالذاكروه عصيرِ الوردِ سرَّهمُ
مليون مادحةٍ في المصطفى نُتَفُ
كفكفْ جراحَكَ؛ غيثُ الغيبِ يانَسُ بي؛
فالغادرون: تراهمْ، كلما شَنِفُوا
والساهران: بشدوِ البوحِ وعْدُ غدٍ
مستفعلنْ… شاعرٌ، والآخرُ… التَّلَفُ
كل اللآليءِ لو ربَّيتَ قاصرةٌ
ما تاب عنْ نزَقٍ غيرُ الأُلَى اعترفوا
فى فرط حب بريق الله يصرخ بى
تواطؤ الشعر ماذا بعد يا خلف
يارب عدلك رجفة بلا ردف
مات ابن لفظك عاش الليل والجنف
فالمادحون عبير الله ما اتفقوا
والغائبون عن المحراب
وختاما عرا لاننى اجتزأت من كلتا القصيدتين لضيق المقام ولكننى على يقين ان بعض منهما سيلا من الحب تدفق بوجدان القارىء الحبيب
وهكذا ستظل ذكرى مولد الحبيب المصطفى طيف من والخيروالركات يطوف بنا كل عام ليجدد الذكرى ويلهب مشاعر الحب شوقا ليوم لقاء الشفيع المشفع
فاللهم صل وسلم وبارك على طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها
صلى عليك الله ياعلم الهدى وسلم تسليما كثيرا