فى رحاب آية
” نظرة وتأمل “
بقلم هشام صلاح
القرآن الكريم ذلك الكتاب المعجز فى لفظه ومعناه وما اشتمل عليه من اعجاز علمى ورقمى وإخباربما كان وما سيكون هو كتاب ” لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه “
وجدتنى اقف عند عظمة وسمو بعض من جلائله وفضائله العظيمة من خلال التأمل فى بعض آيات بينات فلنبحر معا عزيزى القارىء فى رحابه الصافى العذب لننهل به ما يطفىء غلتنا
** عندما نقف وقفة متأملة فى ( آيات الحدود ) وحديثها عن السرقة والزنا نجد قوله تعالى
﴿ والسارق والسارقة.. ( ٣٨ ) ﴾ [ المائدة ] : فنلحظ أن البدء قد جاء كان بلفظة بالمذكر،
أما في حد الزنا فقد قال تعالى : ﴿ الزانية والزاني.. ( ٢ ) ﴾ [ النور ] :لنلحظ أن البدء جاء بالمؤنث، السؤال — لماذا الاختلاف في التعبير القرآني !؟.
الجواب / هنا تكمن بلاغة الأسلوب القرآنى وكشفه للحقائق :
– فدور المرأة في مسألة ” الزنا ” أعظم ومدخلها أوسع،لآنها التى تغري الرجل وتثيرعواطفه لذلك أمر الحق- تبارك وتعالى- من أجل ذلك أمر الله الرجال بغض البصر وأمر النساء بعدم إبداء الزينة، ذلك ليسد نوافذ هذه الجريمة ويمنع أسبابها.
– أما في حالة ” السرقة ” فعبء النفقة ومؤنة الحياة من الطبيعى أن يكون على كاهل الرجل، فهو المكلف بها، لذلك يسرق الرجل، أما المرأة فالعادة أنها في البيت تستقبل، وليس من مهمتها توفير تكاليف الحياة، لكن قد تسرق المرأة أيضا، لذلك بدأ في السرقة بالرجل.
**” الحديث عن الشيطان ودوره ” يقول الله – تعالى “
﴿ ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم.. ( ١٧ ) ﴾ [ الأعراف ]
والسؤال ماالسر فى ذكر القرآن أربع جهات فقط من بين ست جهات حيث لم تذكر الاية – ومن فوقهم ومن تحتهم –
الجواب /
إن للشيطان في إضلال وإغواء الإنسان منهج وخطة مرسومة، لذا فهو يأتي الإنسان من جهاته الأربع 🙁 من أمامه، ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله.) لكن
لم يذكر شيئا عن أعلى وأسفل، لأن الأولى ” أعلاه ” تشير إلى علو الربوبية، والأخرى ” اسفله ” إلى ذل العبودية، حين ترفع يديك إلى أعلى بالدعاء، وحين تضع جبهتك على الأرض في سجودك، لذلك لا يأتيك عدوك من هاتين الناحيتين.
** تسجيل أعمال الإنسان — فى “سورة الجاثية”، يقول تعالى:
” هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” (الجاثية : 29)
قلت لنفسى يالغفلتنا وجهالتنا مع أن الله – تعالى – دلنا ونبهنا بأن عنده سبحانه نسخ مسجله لكل أفعال العباد في الحياة الدنيا! فأين المهرب والمفر؟
فكل المعاصي مستنسخة ومسجلة علينا بزمانها وتواريخها وملابساتهاوشخوصها وبواعثه
حتى نوايانا كذلك.. لأن الله – تعالى – ” يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور..”
كل هذا سيعرض على الإنسان يوم القيامة حقا – فلا مهرب منه إلا إليه !
فلنفر إلى الله – تعالى – ولنعلن ندمنا وتوبتنا عما قدمت أيدينا ، وليكن القرآن لنا أنيسا وجليسا وهاديا ” فاللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وذهاب همنا وغمنا